للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك الزمان، وصيرورة الحظوظ الدنيوية والشهوات النفسية غايتهم ومقصدهم وسرهم في الخلق والإيجاد.

ثم يقول ابن غنام رحمه الله: وهذا في الغالب الأكثر، وليس عليه جميع المسلمين، حيث إن تعالى لا يجمع الأمة على ضلالة، ولا يعمها بالسفاهة والجهالة؛ كما ثبت ذلك في صحيح الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكما أخبر أيضا أن في أمته أناسا لا يزالون بهديه يستمسكون إلي قيام الساعة، كما أن أكثرهم في أزمنة الغربة مخطئون، وعن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم ومناهجه منحرفون ... وهذا مما زينه الشيطان واقتضته الطباع الناقصة والنفوس البشرية، حتى إن ذلك يوجد من بعض العلماء المنتسبين إلى أحد المذاهب المتعصبين؛ فلا يقبلون من الدين رأيا ولا رواية إلا ما كان لأصحابهم به عمل أو دراية، فيرفض السنة النبوية واتباعها، ولو عرف أن الحق ليس مع مذهبه، وقد يحمله التعصب على الطعن في الأئمة وثلبهم، وكذلك من المتعبدة والمتصوفة من يرى طريقة العلم سفاهة وضلالا، ويدعي أن العلماء لم يضربوا من صافي الشريعة ومعينها؛ كبرت فرية وكذبة من هؤلاء المتصوفة، أ. هـ.

هذه صورة مجملة من الشيخ ابن غنمام رحمه الله لحال الجزيرة العربية قبيل الدعوة الإصلاحية، وهي صورة تحمل في طياتها الكثير من مظاهر البعد عن شرع الله تعالى والتخلف الديني والاجتماعي في

<<  <   >  >>