للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في الأصل من أهالي المجمعة في نجد، وقد استفاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب الشيخ ابن سيف كثيرا، وخصوصا في علم الحديث، وأجازه في رواية بعض الأحاديث بسندها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، مثل: قول صلى الله عليه وسلم: " الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" ١، وقوله صلى الله عليه وسلم: " إذا أراد الله بعبده خيرا استعمله" فقيل: كيف يستعمله يا رسول الله؟ قال: " يوفقه لعمل صالح قبل الموت" ٢.

وقد استفاد منه أيضا بأن قرأ عليه عددا كبيرا من الكتب في مختلف العلوم وخصوصا في علم الحديث والفقه والسيرة، وحصلت بينه وبين الشيخ مودة شديدة ومحبة صادقة، ولذلك يقول الشيخ محمد عنه: " كنت عنده يوما فقال لي: تريد أن أريك سلاحا أعددته للمجمعة؟ قلت: نعم، فأدخلني منزلا عنده فيه " كتب كثيرة"، وقال هذا الذي أعددنا لها"٣، وتوافق معه أيضا في كثير من القضايا وخصوصا الانحراف المنتشر في العقيدة بين الناس.


١ رواه الترمذي في سننه، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في رحمة الناس، وقال: "هذا حديث حسن صحيح"، رقم: ١٨٤٧.
٢ رواه الترمذي في سننه، كتاب القدر عن رسول الله، باب ما جاء في أن الله كتب كتابا لأهل الجنة وأهل النار، وقال "هذا حديث حسن صحيح" رقم: ٢٠٦٨.
٣ عنوان المجد، ابن بشر، ١/٧، انظر: عقيدة الشيخ السلفية، د. العبود١/١٥٠ـ١٥٦، ويستفاد من هذه الرواية أن الشيخ ابن سيف رحمه الله: كان صاحب دعوة إلى الحق، وأنه قد حصل له مع المنحرفين ممن يدعون العلم بحث ومناوشات في مسائل العقيدة، وإنه إنما جاء للمدينة للتزود منها بالعلم النافع والكتب الموثوقة، ومن ثم العودة إلى المجمعة لإقامة الحجة على المعارضين له في دعوته.
انظر: الدولة السعودية والدعوة الإصلاحية، د. عبد الله العجلان، من بحوث مؤتمر المملكة في مائة عام، ص ٣٨.

<<  <   >  >>