للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في المجلس الواحد من مجالس الحديث الآلاف الكثيرة من الطالبين له فتناقص ذلك في هذه الأزمان وضعفت الهمم فلم يبق إلا آثار قليلة من آثارهم بل ذهب في هذا الوقت أثره واضمحل ذكره وخبره فالله المستعان على هذه المصيبة وغيرها من المصائب، وبالجملة فيتأكد أو يتعين على من فيه أهلية الاعتناء به والتحريض عليه لما ذكرناه ولأن ذلك أيضا من النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم وذلك هو الدين كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قال بعضهم: من جمع أدوات الحديث استنار قلبه واستخرج كنوزه الخفيه وذلك لكثرة فوائده الظاهرة والكامنة وهو جدير بذلك فإنه كلام أفصح الخلق ومن أعطي جوامع الكلم لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم وحقيق لمن اشتغل به وانحاش إليه وقصر أغراضه من العلوم كلها عليه وتخلق بأخلاقه وتأدب بآدابه أن يعد من أفراد هذه الأمة المحمدية وخواص أهل الله تعالى وأهل رسوله صلى الله عليه وسلم.

وقد أخرج الشيخ نصر المقدسي في كتاب الحجة على تارك المحجة بسنده إلى الإمام أحمد أنه قيل له: هل لله في الأرض أبدال؟ قال: نعم قيل: من هم؟ قال: إن لم يكن أصحاب الحديث هم الأبدال فما أعرف لله أبدالا نقله السيوطي في تأليفه المسمى: بالخبر الدال على وجود القطب والأوتاد والنجباء والأبدال وسئل أيضا عن الطائفة التي ورد في الحديث أنها لا تزال منصورة لا يضرها

<<  <   >  >>