١ في رواية النسائي ثلاثمائة وبضعة عشر. انظر النسائي، سنن (٤/٢٠٩) . ٢ وضحت ذلك رواية الواقدي وكاتبه ابن سعد نصا "ثلثمائة رجل من المهاجرين والأنصار، وفيهم عمر بن الخطاب. انظر الواقدي، مغازي (٢/٧٧٤) ، وابن سعد، طبقات (٢/١٣٢) واللفظ له بينما اتضحت مشاركة الجانبين من خلال سياق روايات الصحيحين. انظر ابن حجر، فتح (٨/٧٧) ، والنووي على مسلم (١٣/٨٩) . ٣ وقع في روايات شاذة أن قائد السرية كان قيس بن سعد بن عبادة. انظر ابن حجر، فتح (٨/٧٩-٨١) . والطبري، تاريخ (٣/٣٣) ، وابن سيد الناس، عيون (٢/٢٠٦) ثم ينقل ابن سيد الناس قول أحد رواته للخبر. "قال إبراهيم: لم يكن قيس بن سعد أمير هذا الجيش، إنما كان أبو عبيدة، وقيس معه، كذا أخبرني محمد بن صالح، عن محمد بن عمر، عيون الأثر (٢/٢٠٦-٢٠٧) ، أما ابن حجر فقال معقبا على ذلك: "والمحفوظ ما اتفقت عليه روايات الصحيحين". ٤ ذكر الواقدي وابن سعد أن هذه السرية كانت موجهة لحيِّ من جهينة. انظر الواقدي، مغازي (٢/٧٧٤) ، وابن سعد، طبقات (٢/١٣٢) وهو مخالف لما في الصحيحين. وقد حاول بعض المتأخرين الجمع بين القولين، فذكر أنه يمكن الجمع بين كونهم يتلقون عيرا لقريش ويقصدون حيًّا من جهينة لمحاربتهم. انظر القسطلاني، المواهب اللدنية (١/١٤٧) . قلت: البعث للمقصدين لا يستقيم لأنه يصعب على دورية قوتها ثلثمائة فرد أن تقوم بمهمة مزدوجة في آن واحد، وعلى فرض إمكانية ذلك فإنه لم يقع شيء من طرق الخبر أنهم قاتلوا أحدا، بل فيه أنهم أقاموا نصف شهر أو أكثر في مكان واحد، والله أعلم. ابن حجر فتح (٨/٧٨) . بل إن الواقدي الذي انفرد بهذا القول ساق في روايته تعامل أحد أفراد السرية التجاري مع بعض أفراد قبيلة جهينة. الواقدي، مغازي (٢/٧٧٥) . أما ابن حجر فذكر في صدد الجمع بين القولين أنه يحتمل أن يكون تلقيهم للعير ليس لمحاربتهم بل لحفظهم من جهينة. ابن حجر، فتح (٨/٧٨) وهذا الاحتمال بعيد لأن قبيلة جهينة هي من القبائل الداخلة ضمن الإيلاف الصيفي مع قريش، ولم يرد في أخبار المغازي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد حلفا معها ضد قريش كما فعل مع القبائل الأخرى كبني مدلج وغيرهم، فليس لجهينة مصلحة في نقض حلفها مع قريش، وعلى فرض أنهم فعلوا ذلك من أجل المسلمين. فلماذا يبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية تحمي عير قريش منهم. والله تعالى أعلم بالصواب.