للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[أول السرايا]

اختلف أهل المغازي في أول السرايا والبعوث.

فمنهم من جعلها سرية عبد الله بن جحش رضي الله عنه١ وروى ابن إسحاق بلا سند أن راية عبيدة بي الحارث هي"أول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإسلام لأحد من المسلمين"٢ أما غالبية أهل المغازي فقد أجمعوا على أن أول سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة بن عبد المطلب"٣ رضي الله عنه.


١ وقع ذلك في روايتين إحداهما عن زر بن حبيش رواها الطبراني في معجمه، وأخرجها الهيثمي علي بن أبي بكر في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (٦/٧٦) وقال عن إسنادها أنه حسن. قلت: وحيث إن هذه الرواية ليست مما يضمه القسم المطبوع من معاجم الطبراني الثلاثة، فلا نستطيع الحكم على سندها إلى زر، لأن الهيثمي معروف بتساهله في الحكم على رجال السند، وإن صح السند إلى زر فتبقى علة الإرسال.
وقد ذكر مغلطاي أن النيسابوري رواه في كتابه الكبير بسند لا بأس به عن زر. انظر مغلطاي قلج، الزهر الباسم في سيرة أبي القاسم (١٥/٢٣) .
والرواية الثانية عن الشعبي أخرجها عنه خليفة بن خياط (تاريخ ص: ٦٢) لكن في سندها جهالة عين تضاف إلى علة الإرسال. وهناك رواية مسندة إلى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في آخرها: "فبعث علينا عبد الله بن جحش الأسدي فكان أول أمير أمر في الإسلام" أخرجها أحمد في المسند انظر البنا أحمد عبد الرحمن، الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل (٢١/٢٥-٢٦) ، وابن أبي شيبة عبد الله، المصنف (١٤/٣٥١-٣٥٢) ، ورواه البزار مختصرًا مسند سعد بن أبي وقاص (لوحة ١٣٤) . وقد ذكر البنا عن أبي زرعة: أن هذه الروايات منقطعة. راجع البنا، الفتح (٢١/٢٦) ولكن البيهقي رواها من وجه آخر موصولة. انظر البيهقي دلائل (٣/١٥) . قلت: إن سلمت الرواية من علة الانقطاع فإنها لا تسلم من ضعف المجالد بن سعيد الذي عليه مدار الروايات كلها، ومن ضعف محمد بن يونس الكديمي في الرواية الموصولة (انظر ابن حجر، تقريب ص: ٥١٥-٥٢٠) .
٢ رواها بن إسحاق بلا سند، وأخرجه عنه كل من ابن خياط، تاريخ (٦١) ، وابن هشام، سيرة (٢/٥٩١) واللفظ له، والطبري محمد بن جرير، تاريخ الأمم والملوك (٢/٤٠٤) ، والبيهقي دلائل (٣/١٠) ، وابن سيد الناس عيون الأثر (١/٢٧١-٢٧٢) ، كما أخرج ابن سيد الناس بسند ضعيف عن ابن عباس رضي الله عنهما في رواية ذكر بعث عبيدة، ثم بعث حمزة بنحو ما ذكر ابن إسحاق عيون الأثر (١/٢٧٢) ، وذكر ذلك الزبير بن بكار عن إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز. انظر ابن حجر، فتح الباري (٨٤:٧) ، والإصابة (٢/٣٤) .
٣ قال بذلك عروة بن الزبير في روايتين، الأولى أخرجها البيهقي في الدلائل (٣/٨) ، والثانية أخرجها ابن سيد الناس في العيون (١/٢٧١) ، لكن مدارهما على ابن لهيعة خلط بعد احتراق كتبه. انظر ابن=

<<  <   >  >>