للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[سرية حمزة بن عمرو الأسلمي لمطاردة هبار بن الأسود]

...

بعد انتهاء معركة بدر بفوز ساحق للمسلمين على مشركي قريش وقتل من قُتل من أشرافهم وصناديدهم، وأسر من أُسر منهم، كان من بين الأسرى أبو العاص بن الربيع ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوج ابنته الكبرى زينب رضي الله عنها١.

فلما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب رضي الله عنها في فداء أبي العاص بمال وبعثت فيه بقلادة لها كانت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها أدخلتها بها عليه حين بنى بها، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك القلادة تأثر كثيرا فطلب من آسريه أن يطلقوه لها ويردوا عليها مالها ففعلوا إكراما لبنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

"وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ عليه، أو وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخلَّي زينب إليه"٢ فلما قدم أبو العاص مكة أوفى بوعده لرسول الله صلى الله عليه وسلم٣، فأمر زينب باللحوق بأبيها فأخذت تتجهز للسفر. فلما فرغت من جهازها خرجت "مع كنانة أو ابن كنانة٤ فخرجوا في أثرها، فأدركها هبَّار بن الأسود،


١ زينب بنت سيد ولد آدم محمد بن عبد الله القرشية الهاشمية، هي أكبر بناته وأول من تزوج منهن، ولدت قبل البعثة بمدة قيل إنها عشر سنين، وتزوجها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع العبشمي، توفيت في أول سنة ثمان من الهجرة، وكانت ولدت من أبي العاص عليًّا مات وقد ناهز الاحتلام، وأمامة عاشت حتى تزوجها عليّ بعد فاطمة.
ابن سعد، طبقات (٣/٣٠-٣١-٣٤) ، وابن حجر، إصابة (٤/٣١٢-٣١٣) .
٢ من رواية ابن إسحاق بسند صحيح عن عائشة رضي الله عنها.
انظر البيهقي، دلائل (٣/١٥٤) .
٣ وقد مدحه رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك في حديث ورد في الصحيح.
انظر ابن حجر، فتح (٧/٨٥) .
٤ ترجم له ابن عبد البر على أنه: كنانة بن عدي بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس ابن أخي أبي العاص بن الربيع. أما ابن حجر فذكر أنه ابن عم أبي العاص.
انظر ابن حجر، إصابة (٤/٣٠٨) ، والاستيعاب بهامش الإصابة (٤/٣٢٠)
وذلك خلافا لابن إسحاق الذي ذكر أنه أخو أبي العاص.
انظر ابن هشام، سيرة (٢/٦٥٤) ، والبيهقي، دلائل (٣/١٥٥) .

<<  <   >  >>