للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كانت أسمى من ذلك وأعظم فهي وسام شرف أخروي قليل من يناله.

تضمن هذا الخبر بعض الأحكام والفوائد منها (صلاة الطالب) / قال الخطابي: واختلفوا في صلاة الطالب، فقال عوام أهل العلم: إذا كان مطلوبا كان له أن يصلي إيماءً، وإذا كان طالبا نزل إن كان راكبا وصلى بالأرض راكعا أو ساجدا١ وكذلك قال ابن المنذر٢، أما الشافعي فشرط شرطا لم يشترطه غيره، قال: إذا قل الطالبون عن المطلوبين وانقطع الطالبون عن أصحابهم فيخافون عودة المطلوبين عليهم فإذا كان هكذا كان لهم أن يصلوا يُومئون إيماء.

قال الخطابي: وبعض هذه المعاني موجودة في قصة عبد الله بن أنيس٣.

وما نقله ابن المنذر متعقب بكلام الأوزاعي فإنه قيده بخوف الفوت، ولم يستثن طالبا من مطلوب، وبه قال ابن حبيب من المالكية٤.

وقال في عمدة القاري: ومذاهب الفقهاء في هذا الباب فعند أبي حنيفة إذا كان الرجل مطلوبا فلا بأس بصلاته سائرا، وإن كان طالبا فلا.

وقال مالك وجماعة من أصحابه: هما سواء كل واحد منهما يصلي على دابته.

وقال الأوزاعي والشافعي في آخرين كقول أبي حنيفة، وهو قول عطاء والحسن والثوري وأحمد وأبي ثور.

وعن الشافعي إن خاف الطالب فوت المطلوب أومأ وإلا فلا٥.


١ أبو داود، سنن (٢/٤٤) ، حاشية (١) .
٢ نقل ذلك عنه ابن حجر، فتح (٢/٤٣٦-٤٣٧) .
٣ أبو داود، سنن (٢/٤٢) ، حاشية (١) .
٤ ابن حجر، فتح (٢/٤٣٧) .
٥ انظر بدر الدين العيني، عمدة القاري شرح صحيح البخاري (٦/٢٦٣) .

<<  <   >  >>