وتتوالى البعوث والسرايا النبوية على اختلاف مهماتها وأهدافها والتي تصب جميعا في بوتقة واحدة وهي بوتقة العقيدة، وتصهر لصالح خدمة الدعوة الإسلامية، كان منها سرايا تعقيبية اختلفت أهدافها وظروفها، منها ما كان لمطاردة الفارين من وجه العدالة مثل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه لتعقُّب كرز بن جابر الفهري وأصحابه الذين أغاروا على سرح المدينة. ويمضي الزمن وتشاء قدرة الخالق عز وجل أن يكون المُتَعَقَّب متعقِّبًا، فهذا كرز بن جابر رضي الله عنه بعد أن يسلم يقود سرية مطاردة لتعقب المفسدين في الأرض من عكل وعرينة الذين قتلوا راعي النبي صلى الله عليه وسلم وفروا بلقاحه فيظفر بهم كرز رضي الله عنه ويقدِّمهم للعدالة الشرعية.
وكان منها سرية بعثها النبي صلى الله عليه وسلم لمطاردة هبَّار بن الأسود وصاحبه اللذين تعرضا لزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي أعقاب هزيمة هوازن وثقيف في حنين يجهِّز رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية مطاردة تعقُّبية بقيادة أبي عامر الأشعري رضي الله عنه ويأمرهم بمطاردة فلول الهاربين من ميدان المعركة والقضاء عليهم قبل تجمعهم مرة ثانية حيث ينجح في مهمته ويستشهد في أرض المعركة.
وقد كانت هذه السرايا التعقُّبية في أغلب الأحيان عبارة عن دوريات