للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فرجع خالد وهو متغيظ حنق على عدم إنهاء مهمته على الوجه المطلوب، فلما وصل إليها ونظرت السدنة إليه عرفوا أنه جاء هذه المرة ليكمل ما فاته في المرة السابقة فهربوا إلى الجبل وهو يصيحون "يا عزى خبليه، يا عزى عوريه. فأتاه خالد فإذا امرأة عريانة ناشرة شعرها تحثو التراب على رأسها"١.

فقدم إليها خالد رضي الله عنه بشجاعته الإيمانية المعروفة، وضربها بالسيف حتى قتلها" ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك فقال: "تلك هي العزى"٢ ٣.

وقد يبدو هذا الخبر غريبا بعض الشيء وقد حاول الزرقاني تفسيرة، فقال:


١ المصدر السابق.
٢ أبو نعيم، دلائل (٢/٥٣٥) ، والبيهقي، دلائل (٥/٧٧) ، ابن كثير، تفسير (٤/٤٥٤) .
٣ خبر السرية أخرجه كل من أبي يعلى، المسند (٢/٥٣٥) ، والنسائي، السنن الكبرى – كتاب التفسير (٤/١٧) ، وأبو نعيم، دلائل (٢/٥٣٥) ، والبيهقي، دلائل (٥/٧٧) عن أبي الطفيل رضي الله عنه من طريق الوليد بن جميع الذي اختلف فيه، فوثقه ابن سعد، وابن معين، والعجلي، وقال عنه أحمد، وأبو داود، وأبو زعة: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
وذكره ابن حبان في الثقات، ثم ذكره في الضعفاء، وقال عنه: فحش تفرده فبطل الاحتجاج به. وقال البزار: احتملوا حديثه وكان فيه تشيع.
وقال العقيلي: في حديثه اضطراب، وقال الحاكم: لو لم يخرج له مسلم لكان أولى، وذكر الفلاس أن يحي بن سعيد كان لا يحدثهم عنه، فلما كان قبل موته بقليل حدثهم عنه. وأخيرا قال عنه ابن حجر: صدوق يهم. انظر ابن سعد، طبقات (٦/٣٥٤) ، وابن أبي حاتم، الجرح والتعديل (٩/٨) ، وابن حبان، الثقات (٥/٤٩٢) ، والذهبي، ميزان الاعتدال (٤/٣٣٧) ، وابن حجر، تهذيب التهذيب (١١/١٣٨-١٣٩) ، وتقريب التهذيب (٥٨٢) . كما روى الخبر ابن خياط باختصار وسنده جيد لكنه مرسل. انظر خليفة بن خياط، تاريخ (٨٨) ، وأخرجه ابن الكلبي بسنده عن ابن عباس. انظر ابن الكلبي، الأصنام (٢٥١) ، ورواه من أهل المغازي ابن إسحاق بلا سند. انظر ابن هشام، سيرة (٤/٦٣٦-٦٣٧) والواقدي، مغازي (٣/٨٧٣-٨٧٤) ، وابن سعد عن جمع من شيوخه، طبقات (٢/١٤٥-١٤٦) ، وهكذا.. فإن رواية أبي الطفيل المتصلة وإن كان فيها بعض مقال من ناحية الوليد بن جميع الذي عليه مدار الروايات، لكنها لم تتحد مع رواية خليفة المرسلة مما يقوي القاسم المشترك بين الروايتين، كما تتعاضد بقية طرق الخبر مع بعضها فتكون شاهدا يكسبه بعض القوة، وإن كان محقق مسند أبي يعلى قد حكم على سنده بالصحة. انظر أبا يعلى، المسند (٢/١٩٧) ، حاشية (٢) .. والله تعالى أعلم.

<<  <   >  >>