للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

"إنهم يقولون: إن الذين نزل فيهم القرآن -أي مشركي الجاهلية- لا يشهدون: أن لا إله إلا الله" ويكذبون الرسل وينكرون البعث ويكذبون القرآن ويجعلونه سحراً، ونحن نشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ونصدق بالقرآن، ونصلي ونصوم. فكيف يجعلوننا مثل أولئك؟ ". ويضرب الشيخ رضي الله عنه بهذه الشبهة في وجوه أصحابها، ويقول: "فالجواب: أنه لا خلاف بين العلماء كلهم، أن الرجل إذا صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء وكذبه في شيء هو كافر، لم يدخل في الإسلام!! وكذلك إذا آمن ببعض القرآن وجحد ببعضه كمن أقر بالتوحيد، وجحد وجوب الصلاة أو أقر بالتوحيد والصلاة وجحد الزكاة أو أقر بهذا كله، وجحد الحج، هو كافر!! "وأنه لما لم ينقد أناس في زمان النبي صلى الله عليه وسلم للحج، أنزل الله تعالى في حقهم: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} ١."ومن أقر بهذا كله، وجحد البعث كفر بالإجماع، وحل دمه وماله، كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً} ٢."


١ سورة آل عمران آية: ٩٧.
٢ سورة النساء آية: ١٥٠-١٥١.

<<  <   >  >>