للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فإذا كان الله تعالى قد صرح في كتابه، أن من آمن ببعض، وكفر ببعض فهو الكافر حقا، واستحق ما ذكر من العذاب المهين، وإذا عرف ذلك فقد زالت الشبهة ١.هذا ما دعا إليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب، من توحيد لله تعالى، ودحض شبه الضالين وما يدعونه من التوحيد المغطى عليه بالشرك الغليظ، من عبادة المقبورين، والاستغاثة بهم، وتقديم القرابين لهم، والذبح على أعتاب أضرحتهم. فهل بعد هذا البيان المبين، يكون لمسلم شبهة في دينه، إن كان يريد السلامة لنفسه، والنجاة من الشرك والكفر والإلحاد والله تعالى يقول لنبيه الكريم: مواسيا له فيما يلقى من عناد المعاندين، وضلال المكابرين: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} ٢.ثم يقول له سبحانه بعد هذا: {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَأِ الْمُرْسَلِينَ} ٣.

رسالة إلى شيخ الركب المغربي:

وهذه رسالة من الشيخ رضي الله عنه بعث بها إلى شيخ الركب المغربي في موسم الحج. يقول فيها: "بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين. الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ


١ من كتاب: "كشف الشبهات" للإمام محمد بن عبد الوهاب ص: ١٨ وما بعدها طبعة السنة المحمدية بالقاهرة ١٣٧٢ هـ.
٢ سورة الأنعام آية: ٣٣.
٣ سورة الأنعام آية: ٣٤.

<<  <   >  >>