للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أقسام الذنوب كما بينها العلماء]

لقد بيَّن العلماء رحمهم الله أن الذنوب على ثلاثة أقسام: - ذنب يوجب الخروج من الملة.

- وذنبان لا يوجبان الخروج من الملة.

أما الذنب الذي يوجب الخروج من الملة: فهو الكفر والردة والعياذ بالله! وأما الذنبان اللذان لا يوجبان الخروج من الملة فهما: - كبائر الذنوب التي لا تصل إلى الكفر.

- وصغائر الذنوب.

فصغيرة الذنب كالنظرة إلى الحرام مرة واحدة إذا كانت بعد استرسالٍ على وجه لا يكون فيه اطلاع على عورات ونحو ذلك تعتبر من الصغائر.

فإذا استرسل فيها وداوم عليها انتقل إلى الكبائر، فأصبحت بمجموع الإصرار تعادل الكبيرة والعياذ بالله! وكبائر الذنوب تكون: - باللسان، ومن ذلك القذف.

- بالشراب، كشرب الخمر.

- بالبطن، كأكل مال اليتيم، وأكل الربا.

- بالفرج، كالزنا.

- باليد، كالسرقة.

فلكل جارحة ما يناسبها من الذنوب التي تصل إلى الكبائر أو تكون دون ذلك.

فالمقصود أن الذنوب على ثلاثة أقسام: - فإن وصلت إلى حد الخروج من الملة فهي: الكفر.

- وإن كانت صغيرةً لا يُداوَم عليها فهي: صغائر الذنوب التي لا توجب الفسق.

- وإن كانت بين الصغيرة والردة فهي: الكبيرة، كالزنا ونحو ذلك.

فالكبيرة هي التي توجب الفسق.

ولذلك أشار الله عز وجل إلى هذه الأقسام الثلاثة بقوله: {وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ} [الحجرات:٧] : - الكفر: الذنب الأعظم الموجب للخروج من الملة.

- الفسوق: كبائر الذنوب.

- العصيان: صغائر الذنوب.

وهذا من بلاغة القرآن وحسن بيانه.

فقوله تعالى: {وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور:٤] : أي الخارجون عن طاعة الله المعتدون على محارم الله وحدوده.

<<  <  ج: ص:  >  >>