الْقلب ومنة النَّفس. وَله: وصل كتابك، فَكَانَ مطلعه أشرف من طالع السعد، ومجمعه أمتع من جمع الشمل، ومقطعه أحسن من قطع الرَّوْض. وَله: كتابك ألذ من حاسة الطّرف الفاتر، وَأحلى من خلسة الْحبّ الزائر. وَله: كتابك أبهى فِي الْعين من العقد النظيم، وأشهى للنَّفس من مسك الفأر المنيم. وَله: كلامك أحسن من عقد النَّحْر، وَعقد السحر، لَو استنزلت بِهِ العصم لأجابت. وَله: كلامك أعذب من فرات الْمَطَر، وأعبق من فتات الْمسك والعنبر. وَله: قلائد أحسن من شنوف الكعاب، وَأبقى أثرا من الْوَحْي فِي الصم الصلاب. وَله: وصل كتابك فَكَانَ: ألذ من السلوى وَأطيب نفحة ... من الْمسك مفتوقا وأيسر محملًا وَله: كَلَام أرق من الشكوى وألذ من السلوى، وأعذب من تذكر عهد الْغَائِب لحزوى. وَله: كَلَام أرق من سجع الْحمام ودمع الْغَمَام، وأبهى من وَاسِطَة النظام، وَأطيب فِي الْأَحْوَال كلهَا من سلاف المدام. وَله: مضى ذَلِك الدَّهْر أسْرع من خطْفَة الخالس وخطرة الحادس، وَمن خلسة الثائر وحسوة الطَّائِر. وَله: كلامك ألذ من المَاء القراح، وَمن نيل المنى بعد الاقتراح. وَله: أَنا أسْرع إِلَى رضاك من السَّيْل فِي انحداره، والنجم فِي انكداره، والغيث فِي انهماره، والطرف فِي مضماره. وَله: أَنا أعطف عَلَيْك من الْقلب على الضَّمِير، وأميل إِلَيْك من السّمع إِلَى البشير. وَله: شوقي إِلَيْك أَشد من غرب المواسي، وصبري عَنْك أعز من الصّديق المواسي. وَلأبي نصر الْعُتْبِي: كلامك أطيب من أنفاس الأغراس، وَأحسن من الْغَنِيّ عَن وُجُوه النَّاس.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute