وَقَالَ فِي وصف جُبَّة: دب فِيهِ البلى فدقت ورقت ... وَهِي تقْرَأ " إِذا السَّمَاء انشقت " وَقَالَ فِي بعض الرؤساء: قَرَأت آيَة السرُور من تِلْكَ السُّورَة.
فصل فِي تَشْبِيه أَرْبَعَة نفر الْبَدْر بِمَا أعربوا بِهِ عَن صناعتهم وأحوالهم
" حَدثنَا أَبُو مُحَمَّد الْمُعَلَّى بن أَحْمد الْكرْدِي: وَكَانَ بديعا لم ير مثله فِي الْأَفْرَاد فَكيف فِي الأكراد: وَصَارَ بِفضل أدبه ومروءته وَكَرمه على حَدَاثَة سنه وغضاضة عوده من وُجُوه نيسابور، فاحتضر واخترم فِي عنفوان شبابه. قَالَ: اجْتمع فِي مَحَله ناكل - وَهِي محلّة الأكراد، فِيمَا بَين الشامات ورستاق بِشَتٍّ - صابغ وكردي ومعلم ومتفقه يَدعِي الْعِشْق، وديلمي صَاحب تشبيب، فأصحروا عَشِيَّة يتماشون ويتحادثون وطلع الْبَدْر لتمه، فاستحسنوه وَقَالُوا: لَا بُد لنا من تشبيهه فليشبهه كل وَاحِد منا بِمَا يحضرهُ! فَبَدَأَ الصابغ وَقَالَ: كَأَنَّهُ سبيكة خرجت من البوتقة. وَقَالَ الْكرْدِي: كَأَنَّهُ جبن خرج من القالب. وَقَالَ المتفقه العاشق: كَأَنَّهُ وَجه المعشوق طلع على العاشق، وَقَالَ الْمعلم: كَأَنَّهُ رغيف حوارِي خبز فِي دَار غنى، وَاسع الرحل، وَقَالَ الديلمي: كَأَنَّهُ ترس ذهب يحمل بَين يَدي ملك.
فصل فِي الأدباء والنحويين
وصف بَعضهم مستذلا ممتهنا، فَقَالَ: هُوَ زيد الْمَضْرُوب وَالْعود المركوب. وَقَالَ أَبُو الْحسن الْكسَائي: إعجام الْخط يمْنَع من استعجامه وشكله يمْنَع من إشكاله. وَسمع أَبُو عُثْمَان الْمَازِني: من بطن رجل قرقرة، فَقل: هِيَ ضرطة مضمرة. وَذكر أَبُو عبد الله المرزباني: فِي كِتَابه " كتاب مُعْجم الشُّعَرَاء " أَبَا الْحسن سعيد بن مسْعدَة الْمَعْرُوف بالأخفش النَّحْوِيّ الْبَصْرِيّ الْأَوْسَط، قَالَ: أَخذ النَّحْو عَن سِيبَوَيْهٍ: وَكَانَ أسن من سِيبَوَيْهٍ، ثمَّ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute