دع عَنْك لومي فَإِن اللوم إغراء ... وداوني بِالَّتِي كَانَت هِيَ الدَّاء وَفِي عصرنا من يَقُول: مَا دَوَاء الْخمار غير الْعقار ... لصريع يدعى صريع الْخمار فَقَالَ عَليّ بن عِيسَى: أنظر إِلَى قَاضِي الْقُضَاة، قد اسْتشْهد بِالْقُرْآنِ وَالْخَبَر وتفصى عَن تبري الثُّقَلَاء. أَبُو الْفَتْح كشاجم: كَانَ يَقُول: لَوْلَا أَن المخمور يعرف قصَّته لقدر وَصيته. أَبُو الْفَتْح المحسن بن إِبْرَاهِيم: ذكر الشَّمْس والصبوح: فَلَمَّا ذَر قرنها وارتفع الْحجاب عَن حاجبها ولمعت فِي أَجْنِحَة الطير وَذَهَبت أَطْرَاف الجدران افتضضنا عذرة الصَّباح لمباكرة الأقداح، فَلم تترجل الشَّمْس حَتَّى ركبنَا غوارب الأفراح. أَبُو عَمْرو العرقوبي السجْزِي: سمعته يَقُول: أُمَّهَات الْعَالم أَربع: المَاء وَالنَّار وَالْأَرْض والهواء، وَقد اخْتصّت الْخمر مِنْهَا بِثَلَاث، فَأخذت لون النَّار وَهُوَ أحسن الألوان، وعذوبة المَاء وَهُوَ أطيب المذاقات، ولطافة الْهَوَاء وَهُوَ أرق الْأَشْيَاء. أَبُو الْحسن بن فَارس: قدم إِلَى صديق لَهُ نَبِيذ التَّمْر، فَقَالَ: مَا شرابك هَذَا؟ فَقَالَ أما ترى ظلمَة الْحَلَال، ثمَّ نظمه بقوله: رأى نبيذا فَقَالَ مهلا ... تشرب خمرًا وَلَا تبالي فَقلت هَذَا نَبِيذ تمر ... أما ترى ظلمَة الْحَلَال أَبُو نعيم الْفضل بن دُكَيْن: قيل لَهُ: مَا تَقول فِي النَّبِيذ المروق الْمُصَفّى المصفق المعسل الْمُعْتق؟ فَجعل يتمطق وَيَقُول: أَخَاف أَن لَا اسْتَقل بشكر الله على النِّعْمَة فِيهِ.
فصل فِي السماع وَفِي المغنين
عَليّ بن عِيسَى: قَالَ: أُمَّهَات لذات الدُّنْيَا أَربع: لَذَّة الطَّعَام، وَلَذَّة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute