للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والمقصود بالبكاء من خشية الله البكاء الخالص الذي لا تشوبه شائبة رياء ولا سمعة، وقد يكون ذلك من المرء خاليا وقد يكون وهو بحضرة آخرين، والغالب أن الدمع إذا نزل خشية لله في حال الخلوة أن يكون ذلك خالصا؛ لذا كان جزاؤه من جنس عمله فأمن الله خوفه بأن أظله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، بما خشي وخاف في الدنيا التي أمن فيها كثير من الناس، روى أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل وشاب نشأ في عبادة ربه ورجل قلبه معلق في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق أخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه) (١)


(١) أخرجه البخاري في الأذان باب فضل العشاء في جماعة ١/٢٣٤،، باب إذا تصدق على ابنه وهو لا يشعر ٢/٥١٧،،باب البكاء من خشية الله ٥/٢٣٧٧،،باب سمر النبي صلى الله عليه وسلم أعين المحاربين ٦/٢٤٩٦،،ومسلم باب إخفاء الصدقة ٢/٧١٥،،المسند المستخرج على صحيح مسلم ٣/١٠٣،١٠٤،،وابن حبان في باب ذكر إظلال الله جل وعلا الإمام العادل ١٠/٣٣٨،،وباب ذكر نفي نظر الله جل وعلا يوم القيامة إلى ثلاثة أنفس ١٦/٣٣٢،،وابن خزيمة باب فضل انتظار الصلاة والجلوس في المسجد ١/١٨٥،، والنسائي في الكبرى باب ثواب الإصابة في الحكم بعد الاجتهاد ٣/٤٦١،،والترمذي باب ما جاء في الحب في الله٤/٥٩٨،، وأحمد٢/٤٣٩،،ومالك باب ما جاء في المتحابين في الله ٢/٩٥٢،، والبيهقي باب فضل المساجد ٣/٦٥،،وباب فضل صدقة السر٤/١٩٠،،وباب فضل الإمام العادل ٨/١٦٢،، وباب فضل من ابتلي بشيء من الأعمال ١٠/٨٧،،وأبو عوانة ٤/٣٨٠،، والطبراني في الأوسط٦/٢٥١،، ٩/٦٣،، والإسماعيلي في معجم الشيوخ ١/٣٤١،،والربيع في الجامع ١/١٠٨،٣٩

<<  <   >  >>