للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والخوف من الله تعالى وخشيته لا يورثها إلا العلم بالله تعالى، فعلى قدر العلم به تكون هيبته في النفوس لذا فإن الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليهم أجمعين كانوا أكثر الناس خوفا وشفقة منه كما قال الله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) (١) ويقول سبحانه عن الملائكة المقربين: (وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ) (٢)

وقد كان صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بربه تعالى لذا كان يقول عن نفسه (أما والله إني لأتقاكم لله وأخشاكم له) (٣) وجاء التصريح باستجلاب العلم للدموع فيما رواه البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط قال لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا قال فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم لهم خنين فقال رجل من أبي قال فلان فنزلت هذه الآية (لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) (٤)


(١) الأنبياء آية /٩٠
(٢) الأنبياء آية /٢٨
(٣) أخرجه مسلم باب صحة صوم من طلع عليه الفجر وهو جنب ج٢/ص٧٧٩،، وأبو نعيم في المستخرج على صحيح مسلم ٣/١٨٥،، ومالك باب ما جاء في الرخصة في القبلة للصائم١/٢٩١،، وأبو عوانة٢/٢١١،، والشافعي في مسنده ١/٢٤٠،، والبيهقي باب وجوب القضاء على من قبل فأنزل ٤/٢٣٤
(٤) صحيح البخاري في العلم باب لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ٤/ ١٦٨٩،، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لو تعلمون ما اعلم ٥/٢٣٧٩،، ومسلم في الفضائل رقم٤٣٥١،،وابن ماجة في باب الحزن والبكاء٢/١٤٠٢،، وابن أبي شيبة باب ما ذكر عن نبينا صلى الله عليه وسلم٧/٨٦،،وأبو يعلى ٥/٤١٨،،٧/٣١٠،، وأحمد٣/١٨٠،،١٩٣،،٢١٠،، ٢٦٨،،٢٥١

والحديث رواه البخاري في الصلاة باب الصدقة في الكسوف ١/ ٣٥٤،، وباب الغيرة عن عائشة،، وفي باب قول النبي صلى اله عليه وسلم لو تعلمون ما أعلم ٥/٢٣٧٩ عن أبي هريرة

<<  <   >  >>