للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحُسن في جميع أعضاء الفرس مقرون بالجَودة، ودليل على العِتْق، والشِّدة، ومجموع ذلك هو الكَرم. وقلما تجتمع كلها في فَرَسٍ واحد، ولكن حظه من الكَرَم بقدر ما اجتمع له منها. فمن مستحسن أوصاف الأعضاء طول نَصْلِ الرأس، وطولهُ: بُعدُ ما بين ناصيته وجَحْفَلَته. ومنها هَرَتُ شدقيه، وشِدْقاه مَشَقُّ فيه إلى مآخر لحْيَيه، وهَرَتُها: طول شقهما، وذلك ليتمكن من إخراج النَّفَس. ومنها رقة جحافله وسُبوطتها، وجحافله: ما يتناول به العلف، وأحدها جَحْفَلَةٌ. ومنها طول لسانه وذلك لكًثرة ريقه، ويستحب كثرة ريقه للإراحة. ومنها رقه أرنبته، وأرنبتُه: ما بين منخريه، وذلك للحُسن ويُستدل به على العِتْق. ومنها رُحْب مَنْخَرَيه ودقتها وطول شقهما وطول أعاليهما وهَرَتُ أسافلهما، فالرُّحْب لسرعة الإراحة، والدقة للحسن. ومنها لطف مُسْتْطعَمِه، ومستطعَمُه ما بين مَرْسَنِه إلى طرف جَحْفلَتِهِ، وذلك للحسن. ومنها تَدَانِي صبَّيْ لَحْيَيْه، وهما مجتمع أطرافها من أسفل، وذلك للحُسنِ. ومنها دقَّةُ مَرسِنِه ولطفُه، ومرسنُه موضع الحَكَمَة على أنفه، وذلك للحسنَ. ومنها اعتدال قصبة أنفه، وهي ما بين خُليْقائه، وخليقاؤه: حيث التقت جبهته وقصبة أنفه من مستقدمهما، وذلك للحسن. ومنها دقة عُرْضَيْ أنفه وسهولتهما، وعُرْضاه: مبتدأ ما أنحدر من قصبة الأنف من جانبيهما جميعاً، فذلك للحسن، وهو دليل العِتْق. ومنها رقة نواهقه وأن لا تنتشر في وجهه، ورقتهما: قلة ولُصُوق الجلد فيهما، وذلك للحسن، ويستدل به على العِتْق. ومنها عُرْىُ سمومه، وسُمومُه: مارقَّ عن صلابة اللحم من جانبي قصبة أنفه من أعلاهما إلى نواهقه، وهي مجاري دموعه، وذلك للحسن ويُستدل به على العِتق. ومنها إسالةُ خدَّيه وسهولتهما وعِرضَهما وأسالتهما: طولهما، وذلك للحسن ويستدل به على العِتق. ومنها رُحب شَجْره، وشَجْرُهُ: ما بين لحْيَيْه من أسافلهما، وذلك لسَعة مخرج نَفَسه. ومنها رقة جفونه، وهي: ما انطبق على المُقْلتين من الجلد من أعاليهما وأسافلهما، وذلك للحسن، ويُستدل به على العِتْق. ومنها نَجَلُ مقلتيه وصفاؤهما وشدة سوادهما، والمُقْلَتان: العينان، ونَجَلهُما: سَعَتُهما، وذلك للحسن. ومنها بُعدُ مدى طَرْفه وحدَّتُه، وذلك لصدق الصرامة. ومنها ضيقُ واحتشاؤهما، وبعُد عينيه من اذنيه، ووقْباه: النقْرتان فوق عينيه. ورقَّهُ حاجبه مما يُستدل به على عِتْقه. ومنها عِرَض جبهته وعُرْيُها ولصوق جلدها بها، وجبهتهُ: ما تحت أذنيه وفوق عينيه من هامته. ومنها طول أذنيه وجَلَدُهُما: لُطُف طيِّهما، وذلك للحسن. ومنها رقة الأذنين ولينهما وتَطْرِيُقهما، والتطريقُ: التأليل، وهو دقة أطرافهما، وذلك للحسن، ويستدل به على العتق. ومنها في الأذنين شِدَّتهما، وذلك للصدق والصرامة. ومنها سُبُوطة ناصيته وطولها وشدة سوادها ولينها. ومنها لين الشَّكير وطمأنينته في منبته، والشَّكيرُ: ما أطاف بالناصية من قصير الشعر، وهو مما يستدل به على العِتْق. قال أبو عبيدة: وهو أبين شاهد في الفرس على عتقه، فأن وجُدت فيه خشونة لم يسلم من هُجْنةٍ. ومنها طول عنقه ما بين ناصيته إلى عُذرته، وعُذْرَتُه: ما كان على كاهله من شعر عُرفه، وذلك لحسنها وشدتها واستعانة الفرس بها في جريه، أعنى العُنُق، وهي مؤنثة؛ قال أبو عبيدة: والذَّكَر أحوج إلى طول العُنُق من الأنثى وإنما قال أبو عبيدة ذلك لأن عُنق الذّكر غليظة، فطولها متمم لِعْتْقِها وحسُنِها، وعُنُقُ الأنثى رقيقة، فطولُها يُضعفها ويذهب بجمالها. قال ابن قُتَيْبة:) ويستحب في العنق الطول واللين، ويكره فيها القصر والجُسْأة (. وذُكِرَ في حد الطول المستحسن أن سليمان بن ربيعة فَرقَّ بين العتاق والهُجُن بالأعناق، فدعا بطست من ماء فوضعت بالأرض، ثم قدمت الخيل إليها واحداً واحداً، فما ثنى سُنْبُكه ثم شرب هجَّنه، وما شرب ولم يَثْن سنبكه جعله عتيقاً.

ومنها رقة مذبحه وهو منقطع عنقه مما يلي رأسه، ذلك للحسن.

<<  <   >  >>