للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَرَى أمَّ عمرو لا تزال تَوَجَّعُ ... تَلُوم ولا أَدري علاَمَ تَفَجَّعُ

تلوم على أنْ أَمْنَحَ الورْد لِقْحةً ... وما تستوي والوردَ ساعة تفزع

إذا هي قامت حاسراً مشمعلَّة ... نَخيِبَ الفؤاد رأسُها لا يُقَنَّعُ

وقُمتُ إليه باللِّجام وسرجه ... هنالك يَجزيني بما كنت أصنع

وقال مَكْحُولُ بن عبد الله السَّعْدي:

تلوم على رَبْط الجياد وحَبْسها ... ووصَّى بها اللهُ النبيَّ محمدا

ذريني وعدي من عيالك شطبة ... كُمَيْتاً، ومشمول الجوانح أقودا

إذا قيل أَمْسِكْه وقد فاض ماؤه ... أبَى، وترامى بالوليد فأبعدا

وقال القحيف بن حُمير العُقيلي:

وحالفَنْا السيوفَ وصافناتٍ ... سواءٌ هُنَّ فينا والعيالُ

شعيراً زادها، وقليل قتٍّ ... ومن ماءِ الحديد لها نِعَالُ

وقال رجل من بني تَميمٍ، وقد طلب منه الملك فَرَساً تسمى) سَكابِ (فمنعها منه:

أَبَيْتَ اللعن إن) سَكابِ (علْقٌ ... نفيس لا تعار ولا تباعُ

مفدَّاةٌ مكرَّمةٌ علينا ... تُجاع لها العيال ولا تُجاعُ

سليلة سابقَيْن تناجلاها ... إذا نُسبا يضمهما الكُراع

فلا تطمع ... أَبَيْتَ اللعن فيها ومَنْعَكَهَا بشيءٍ يُستطاع

وقال الأخنس بن شهاب التغلبي:

ترى رابطاتِ الخيل حول بيوتنا ... كَمِعْزي الحجاز أَسْلمتها الزَّرائبُ

فَيُغْبَقْنَ أَحْلاباً ويُصْبَحْن مثلها ... وهنَّ من التَّعداء قبٌّ شوازب

وقال جعفر بن أبي كلابٍ:

أربغوني إراغتكم فإني ... وحَذْفةَ كالشجا تحت الوريد

أُسوِّيها بنفسي أو بَجزءٍ ... فألحفها ردائي في الجليد

أَمَرْت الراعِيَيْن ليؤثراها ... لها لبن الخليَّة والصَّعود

وقال مالك بن نُوَيْرةَ:

إذا ضيّع الأنذال في المَحْل خيلَهُم ... فلم يركبوا حتى تهيجُ المصايفُ

كفاني دوائي ذَا الخُمار وصنعتي ... على حينَ لا يقْوى على الخيل عالفُ

أُعلِّل أَهْلي عن قليلِ متاعِهِمْ ... وأسقيه مَحْضَ الشَّوْل والحيُّ هاتفُ

وقال أبو دُوَادٍ الإيَادِي:

عَلِقَ الخيل حبّ قلبي مُقِلاًّ ... وإذا ثاب عنديَ الإكثارُ

عَلِقَتْ همَّتي بهِنَّ فما يم ... نع مني الأعنَّة الإقتارُ

جُنَّةٌ لي في كل يوم رِهانٍ ... جمعت في رهانها الأدسار

وانجرادي بهن نحو عدوّي ... وارتحال البلاد والتَّسيارُ

وقال الأخطل، وتنسب لعبد الله بن عباس:

أحِبُّوا الخيلَ واصطَبروا عليها ... فإن العز فيها والجَمَالا

إذا ما الخيل ضيّعها أناس ... ضممناها فشاركت العيالا

نُقاسِمُها المعيشةَ كلَّ يوم ... ونُلبِسُها البراقعَ والجِلالا

ومن الأبيات المفردة في ذلك ما يُذكر بحول الله: قال عَمْرو بن مالك:

وسابق كعُقاب الدَّجْن أجعلُه ... دُون العيال له الإيثار واللّطَف

وقال عامر بن الطُّفَيل:

وللخيل أيامٌ فمن يصطبر لها ... ويعرِفْ لها أيامها الخير يُعقِب

وقال الرّبعي:

وقلتُ لقومي أكرِموا الخيل إنني ... أرى الخيل قد ضَمَّت إلينا الأقاصيا

وقال طَرفة:

نُمسِكُ الخيلَ على مكروها ... حِين لا يُمسكها إلا الصُّبُرْ

وقال لَبِيدٌ:

معاقِلُنا التي نأوِي إليها ... بناتُ الأعوجية، والسُّيوفُ

وقال بعضهم وهو نظم حديث للنبي صلى الله عليه وسلَّم

الخير ما طلعت شمسٌ وما غربت ... مُعلَّقٌ بنواصي الخيل معقودُ

والشعر في هذا المعنى كثير، وأما ما نظم منه في أوصافها، ونعوتها، وتشبيهاتها، فلا يحصى كثرةً للعرب وغيرهم.

وبتمام هذا الباب تم الكلام على الخيل. فلنتكلم فيما شرطناه من ذكر السلاح بحول الله.

[الباب الخامس عشر]

[ذكر السيوف]

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:) من تقلَّد سيفاً في سبيل الله ألبسه الله وشاح الكرامة (.

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:) سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله ليباهي بالتقليد ملائكته. وهم يُصلون عليه ما دام متقلداً سيفَه (.

<<  <   >  >>