للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد ..

[مقدمة]

فإن عقد النكاح من أعظم العقود منزلة، وأرفعها شأناً؛ ولذا وصفه الله تعالى بالميثاق الغليظ فقال: {وأخذنا منكم ميثاقاً غليظا} [النساء: ٢] فهو ميثاق غليظ، ورباط وثيق في ذاته وبما ينتج عنه من أثار.

وقد أولى الشارع هذا العقد عناية كبيرة بما أوجبه من أركان وشروط لا بد من توافرها ليكون هذا العقد صحيحاً.

ونظراً للتقدم العلمي والتقني المتسارع في هذا العصر فقد استجدت نوازل في باب النكاح لم تكن معهودة في الزمان الماضي ومنها ما يسمى بالزواج عبر وسائر الاتصالات الحديثة.

وقد ارتأيت بحث هذا الموضوع باعتباره أحد النوازل المعاصرة، والقضايا الطارئة التي يحتاج الناس إلى معرفة حكم الله فيها، وذلك على النحو التالي:

من المعلوم فقهاً ومنطقاً أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره والعلم به، ومن هذا المنطلق نلقي الضوء على الأسس الرئيسة للبحث فنعرفها فيما يلي:

أولا: تعريف العقد لغة واصطلاحاً.

[تعريف العقد لغة]

أصل العقد: نقيض الحل من عقد الحبل والبيع والعهد يعقده عقداً فانعقد (شدَّه) ثم استعمل في أنواع العقود من البيوعات والعقود وغيرها.

والعقد بفتح فسكون: الضمان والعهد.

ومنه عقدة النكاح (١).

والعقد: ما يمسك الشيء ويوثقه (٢).

[تعريف العقد اصطلاحاً]

قال الجصاص: العقد ما يعقده العاقد على أمر يفعله هو، أو يعقد على غيره فعله على وجه إلزامه إياه (٣).


(١) ـ تاج العروس من جواهر القاموس: محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسيني أبو الفيض الملقب بمرتضى الزبيدي. تح: مجموعة من المحققين. دار الهداية , ٨/ ٣٩٤ - ٣٩٥ مادة (عقد).
(٢) ٢ ـ القاموس الفقهي: سعدي أبو جيب. دار الفكر: دمشق. ط (٢) ١٤٠٨ هـ , ١/ ٢٦٥.
(٣) ـ أحكام القران: أحمد بن علي الرازي الجصاص. تح: محمد الصادق قمحاوي. دار أحياء التراث العربي: بيروت , ٣/ ٢٨٥.

 >  >>