وإبراهيم بن خلف بن طياب وعبد الله الشيرازي ومؤنس غلام هنكر في خلق عظيم فتوجه إليهم ابن رايق فواقعهم يوم السبت لإحدى عشرة ليلة بقيت من صفر ثم حجز الليل بينهم وحاربهم يوم الاثنين لتسع بقين منه، فظفر بهم وغنم هو وأصحابه غنيمة عظيمة من الدواب والحلي والمال والأمتعة وكان ابن رايق قد رأى كثرتهم فزال طمعه في مقاومتهم فدس إليهم جماعة من القرامطة وواطأهم على أن يستأمنوا إليهم فإذا واقعهم صيحوا بهم من عسكرهم فكان هذا سبب الهزيمة وقتل سياتنكول وأصابت أحمد بن القشوري ضربة في وجهه وجيء به أسيراً إلى ابن رايق فمن عيه. وأسر مؤنس الهنكري فهجنه ابن رايق وشتمه فعدا عليه بعض القرامطة فقتله وهرب الترجمان فلم يعرف له خبر حتى وافى الموصل على حالة قبيحة وكان بجكم يظن أنه قتل فوجه إليه بما لبس وبدواب حتى دخل الموصل، ونادى ابن رايق بعد الوقعة ببراءة الذمة ممن آوى الترجمان، أو ابن خلف بن طياب أو عبد الله الشيرازي.
ودخل البريدي إلى واسط في هذا الوقت، وعظم أمر العيارين ببغداد وأخذوا ثياب الناس من المساجد والطرقات إلى أن ركب ابن يزداد وأخذ جماعة منهم فضربهم بالسياط. ووجد لبجكم عشر بدر دنانير في درب الزعفران فأخذت ووافى فاتك صاحب ابن رايق في جيش فدخل من باب الأنبار في تعبئة حسنة، وذلك في يوم الخميس لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول، ودخل معه لؤلؤ غلام المتهشم، وعلى أعلامه لؤلؤ الرائقي