لست بقين من ذي الحجة، وخلع عليه ونزل في الحلبة في دار السلطان وطالبه بالخروج إلى واسط ليتم تدبيره ويريحه من الحجرية. وورد خبر الطير من فاتك بأن صغار الساجية قصدوا داره لكبسها واستخراج قوادهم منها، وأنه رمى إليهم برءوسهم واستبقى الحسن بن هارون وصافيا وكان ابن رايق أنفذ محمد بن يحيى بن شيرزاد وقت قبضه على الساجية إلى بني البريدي في اشياء بينه وبينهم.
[سنة خمس وعشرين وثلاثمائة]
خرج الراضي إلى واسط لليلتين خلتا من المحرم، فوصل إلى واسط يوم الأربعاء لخمس خلون من المحرم، وابتدأ ابن رايق في عرض الحجرية فلم يصبروا على ذلك، واجتمعوا فحاربوه لأيام بقين من المحرم، وكانوا مستظهرين عليه حتى خرج بجكم كميناً عليهم، فوضع السيف فيهم فولوا منهزمين وأسر من رؤسائهم جماعة فيهم خمارجور أسر وبه ثلاث عشرة ضربة وسلحجور ويمن القرواني وبه ضربة قد ذهبت بإحدى عينيه وفارس بن ينال، وغرق خلق منهم وتقطعوا في الصحارى وسلبهم أهل القرى وقتلوهم. وكتب إلى لؤلؤ بالقبض على من ببغداد منهم وإحراق منازلهم وغنم بجكم وأصحابه غنيمة عظيمة من دوابهم وسلاحهم وأموالهم، وكان أبو الحسين علي بن محمد البريدي قد وافى واسط فأوصله ابن رايق إلى الراضي حتى خاطبه، وولاهم الأهواز والبصرة، وخلع عليه ابن رايق الخلع التي كان الراضي خلعها عليه