الفطر إلى الخليفة المتقي لله، وتحدثوا بأن الديلم قد عزموا إذا دخل الدار يفتكوا به، فأضرب عن هذا الرأي وتشكك فيه. فخاف الديلم - وقد شاع عنهم هذا - أن يقع عليهم حيلة، فكانت لهم حرجة وتجمع في يوم الأحد بالعشي بالجانب الشرقي، فصاحوا خليفة يا منصور، وشتموا البريدي، وما ظهر في الشرقي من أصحاب البريدي أحد إلا شلح وأخذ ما معه، وأصبحوا في يوم الاثنين فملأ واشطوط الجانب الشرقي يشتمون البريديين واستشر فنهم العامة فأعانوهم، وما كانوا يطيقون العبور لأن أصحاب البريديين كانوا يرمونهم من الماء إلى أن عبر أهل فرضة جعفر بسميريات فعبروا فيها، وظهر ما كان ساكناً في الجانب الغربي، وانضم إليهم وأعانهم العامة وكثروا معهم، وقصد الجميع النجمي فجلس الوزير في طيار، وانحدر جميع أصحابه في طياراتهم وزبازبهم، ووقعت الحراقة وتشبث بها قوم من الملاحين فظفروا بمال وطلب أسبابهم ووقع بدر الخرشني بأيدي العامة بناحية الزياتين فضربته العامة واستخفت به، وجرى عليه ما لم يجر على مثله ولا شبيه له قط، وتخلصه من أيديهم بعض أسباب السلطان وقد قارب الموت وكان انحدارهم في يوم الاثنين سلخ شهر رمضان وأحضر أبو الحسن على بن عيسى للوزارة فأباها، وتقدم إلى أخيه أبي علي عبد الرحمن بأن يكتب عن الخليفة إلى الآفاق بجميع ما أراد، ومنع أبو الحسن أخاه من أن يعرض للوزارة وقد كان الناس فرحوا بذلك واستبشروا ليخلع عليهما، وجعل الناس يركبون إلى دار الخليفة