ووجه إلى الخليفة برسالة غليظة فأذن له ووبخه على تسريحه لقتال من لم يأمر بقتاله.
ووافى ابن طغج في أثره فخرج ابن عمه سيف الدولة وقد كان ابن عمه تنحى عن الرقة فأعطى المتقي لله مالاً وفرق على جميع من معه مالاً على أقدارهم، فأمسك بذلك أرماقهم، ولولا فعله ما كان بهم نهوض ثم رجع ابن طغج إلى حلب فيقال إنه أعطى الخليفة مائة ألف دينار سوى الآلة والثياب.
ووجه إلى الوزير بثلاثين ألف دينار، وإلى الحاجب أحمد بن خاقان بعشرة آلاف دينار، هذا تأدى إلينا ولم نشاهده.
وزاد غلاء السعر على الناس فشغبوا في الجانب الغربي يوم الجمعة وتكلموا بالعظائم، ومنعوا الإمام الصلاة، حتى انصرف أكثر الناس، ثم صلى الإمام بمن بقي صلاة خفيفة.
وخرج الأمير أبو الوفاء إلى البثق بنهر عيسى، ومعه قواده، ومال من خاص ماله مؤملاً سده، وذلك في أول المحرم فأقام أياماً عليه، واجتهد هو وأبو جعفر في النفقة، وإطلاق المال. ثم إن الله عز وجل لن يأذن في ذلك، فحمل الماء أكثر العمل، واغتم الأمير لذلك غماً شديداً.
ولما وصل كتاب الحسن بن هارون إلى المتقي لله بما صنع، وجه المتقي لله بأحمد بن عبد الله بن إسحاق القاضي من الرقة إلى الأمير أبي الوفاء المظفر لتوكد الإيمان عليه، وموافقته على شرائط شرطها له،