١١٣٩ - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَسْكَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنَادِي , قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ , ⦗٨٤٩⦘ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ , عَنِ الْحَسَنِ , قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} [النساء: ٦٦] قَالَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ فَعَلَ رَبُّنَا لَفَعَلْنَا , فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «الْإِيمَانُ أَثْبَتُ فِي قُلُوبِ أَهْلِهِ مِنَ الْجِبَالِ الرَّوَاسِي» قَالَ الشَّيْخُ: وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ مَا يَدُلُّ الْعُقَلَاءَ عَلَى تَفَاضُلِ الْإِيمَانِ وَزِيَادَتِهِ وَدَرَجَاتِهِ فِي قُلُوبِ قَوْمٍ دُونَ آخَرِينَ , وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا عَلِمَ تُمَكُّنَ الْإِيمَانِ مِنْ قُلُوبِ قَوْمٍ اخْتَصَّهُمْ بِزِيَادَتِهِ عَلَى آخَرِينَ قَالَ: {مَا فَعَلُوهُ} [النساء: ٦٦] , ثُمَّ اسْتَثْنَى الْمُفَضَّلِينَ بِالْإِيمَانِ , فَقَالَ: {إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} [النساء: ٦٦] كَمَا اسْتَثْنَى الْقَلِيلَ مِنْ أَصْحَابِ طَالُوتَ قَالَ: {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ} [البقرة: ٢٤٩] , فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْإِيمَانَ أَثْبَتُ فِي صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ الْجِبَالِ الرَّوَاسِي» عَنَى بِذَلِكَ الْقَلِيلَ الَّذِينَ اسْتَثْنَاهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِزِيَادَةِ الْإِيمَانِ وَدَرَجَاتِهِ عَلَى غَيْرِهِمْ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute