١٤٣ - حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: كُتِبَ إِلَيَّ مِنْ طَرَسُوسَ أَنَّ الشَّرَّاكَ يَزْعُمُ أَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ، فَإِذَا تَلَوْتُهُ فَتِلَاوَتُهُ مَخْلُوقَةٌ، قَالَ: «قَاتَلَهُ اللَّهُ، هَذَا كَلَامُ جَهْمٍ بِعَيْنِهِ»، قُلْتُ: رَجُلٌ قَالَ فِي الْقُرْآنِ: كَلَامُ اللَّهِ لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ، وَلَكِنَّ لَفْظِي هَذَا بِهِ مَخْلُوقٌ؟ قَالَ: «هَذَا كَلَامُ سُوءٍ، مَنْ قَالَ هَذَا فَقَدْ جَاءَ بِالْأَمْرِ كُلِّهِ» قُلْتُ: الْحُجَّةُ فِيهِ حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ: لَمَّا قَرَأَ: {الم غُلِبَتِ الرُّومُ} [الروم: ٢] فَقَالُوا: هَذَا جَاءَ بِهِ صَاحِبُكَ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ، قَالَ: «نَعَمْ، هَذَا وَغَيْرُهُ إِنَّمَا هُوَ كَلَامُ اللَّهِ، إِنْ لَمْ يَرْجِعْ عَنْ هَذَا فَاجْتَنِبْهُ، وَلَا تُكَلِّمْهُ، هَذَا مِثْلُ مَا قَالَ الشَّرَّاكُ». ⦗٣٣٩⦘ قُلْتُ: كَذَا بَلَغَنِي، قَالَ: «أَخْزَاهُ اللَّهُ، تَدْرِي مَنْ كَانَ خَالُهُ؟» قُلْتُ: لَا، قَالَ: «كَانَ خَالَهُ عَبْدَكُ الصُّوفِيُّ، وَكَانَ صَاحِبَ كَلَامٍ وَرَأْيِ سُوءٍ، وَكُلُّ مَنْ كَانَ صَاحِبَ كَلَامٍ، فَلَيْسَ يَنْزِعُ إِلَى خَيْرٍ»، وَاسْتَعْظَمَ ذَلِكَ وَاسْتَرْجَعَ، وَقَالَ: «إِلَى مَا صَارَ أَمْرُ النَّاسِ؟»
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute