المجتمع يتكون من الذكر والأنثى وأهم شيء يقدمه الإنسان للمجتمع هو العطاء؛ فهو إذن الدعامة الأولى لبناء المجتمع فعلى الإنسان أن يكون معطياً لا آخذاً وهذا يعني التآزر والتكافل ثم يلي ذلك الإتقاء وهو أن يحذر من الإساءة إلى الآخرين كما يحذر أن يضع نفسه في موضع الإساءة (أي يقي نفسه ويحفظ مجتمعه الذي هو فيه) لذا يأتي الإتقاء بعد العطاء. أما التصديق بالحسنى فهي من صفات المجتمع المؤمن وهي من الصفات الفردية فالمصدق بالحسنى لا يفرط في حقوق الآخرين. وعلى هذا الأساس قدم الله تعالى ما هو أنسب للمجتمع عامة: العطاء ثم الإتقاء ثم التصديق بالحسنى.
اليسرى في اللغة: هي تأنيث الأيسر مضاد الأعسر أو الأشق، يقال الأمر اليسير والأمر العسير، فاليسرى هو اسم تفضيل من الدرجة الثالثة أي أعلى درجات التفضيل.
الحكم النحوي لليسرى: إذا كان اسم التفضيل مجرداً من (أل) أو الإضافة أو مضاف إلى نكرة يصح التذكير (استخدام صيغة المذكر) فيقال أفضل رجل وأفضل امرأة، أما إذا أضيف الاسم إلى معرفة جاز فيه المطابقة وعدم المطابقة، فإذا عرف بـ (أل) وجبت المطابقة إلا إذا لم يسمع أو لم يرد عند العرب. يقال: النار الكبرى.
استخدام كلمة اليسرى جاء بالدرجة العليا من التفضيل من ناحية ونلاحظ انه ذكر الصفة ولم يذكر الموصوف ولو أراد أن يقيد أو يحدد أمراً محدداً لذكر وقال مثلاً الخلة اليسرى أو العاقبة اليسرى أو غيره تماما كما جاء في الاستخدام المطلق لكلمة الحسنى في الآية السابقة كما ورد ذكرها آنفاً.
واليسرى يطلق على كل ما هو الأيسر سواء من أعمال الدنيا أو الآخرة، واليسرى تدور حول ثلاث محاور: