للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ما اللمسة البيانية في استخدام (أو) بدل حرف العطف (الواو) ؟ إذا استخدم الواو فإنه يدلّ على أن اقتحام العقبة لا يتم إلا إذا اجتمعت كل هذه الأمور (إطعام اليتيم والمسكين وفك الرقبة) ولكن المقصود في الآيات أنه من فعل أحد هذه الأمور يقتحم العقبة وهو بحسب استطاعته فمن استطاع فك رقبة يكفيه ومن استطاع إطعام اليتيم أو المسكين يكفيه أيضاً وهذا من رحمة الله تعالى الواسعة بعباده. وهذا من باب التخيير فالإنسان يختار ما يستطيع بحسب إمكانياته وظروفه.

يتيماً مفعول به للمصدر إطعام.

ما فائدة تقديم فك رقبة على إطعام في يوم ذي مسغبة؟

أولاً المسكين ذو المتربة هو ليس أي مسكين أو المسكين بشكل عام. وفي الآيات: اليوم مخصص بأنه (ذو مسغبة) واليتيم مخصص (ذو مقربة) والمسكين خصص (ذا متربة) وقد فرّق المفسرون بين الفقير والمسكين وقالوا أن الفقير هو من انكسر فقار ظهره من الحاجة وهو الذي لا يملك قوت يومه أما المسكين فهو الذي لديه عمل أو رزق لكن لا يكفي حاجته واستدلوا بذلك على قوله تعالى في سورة الكهف في وصف أصحاب السفينة (وأما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر) سمّاهم المساكين مع أنه كان لديهم سفينة وكانوا يعلمون في البحر لكن مدخولها لا يكفيهم.

والمتربة: هو الفقر وهو من التراب بمعنى التصق بالتراب من فقره، إذن (مسكيناً ذا متربة) هو المسكين الفقير الذي لا مأوى له وهو مطروح على قارعة الطريق وهذا ليس من المساكين العاديين وإنما من خصوص المساكين وهذا صنف ما زلنا نراه في المجتمعات.

<<  <   >  >>