في سورة الحاقّة (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ {١٩} ) من الناحية اللغوية هناك قاعدة التي فيها ياء المتكلم يجوز فيها الفتح والسكون (كتابي وكتابيه) من سكّن الياء يقول (كتابي) ومن فتح الياء يقول (كتابيه) .
الفاصلة القرآنية من حيث المعنى (ماليه، حسابيه، كتابيه، سلطانيه) لماذا جاءت الهاء؟ هذا الكلام يقال في يوم الحشر وهو يوم ثقيل كما أخبرنا سبحانه وتعالى ووصفه بيوم عسير وأنه عبوس قمطرير والناس في ذلك اليوم يبقون خمسين ألف سنة في هذه الشدة حتى يفزعون إلى الأنبياء. والهاء أشبه بالنهاة (المتعبين) تصور المشهد الذي هم فيه جميعاً من تعب وعناء فاختارها سبحانه لمراعاة الموقف الذي هم فيه كما اختار الألف في البكاء سابقاً. إذن استخدام حرف الهاء في فواصل هذه السورة يدل على التعب والعناء والألم والهاء مأخوذة من الآه.
الفاصلة القرآنية من حيث المحور النفسي: قال تعالى (وأضل فرعون قومه وما هدى) سورة طه. قال النحاة أنها جاءت مراعاة للفاصلة، ولكن كان من الممكن قول (وما هداهم) لكن فرعون أضلّ قومه لأنه غيّبهم في البحر إذن هو أضلهم وما هداهم. (وما هداهم) تحتمل أن يكون قد هدى غيره قومه أما (ما هدى) ففيه إطلاق نفي الهداية بمعنى أنه لم يهدي قومه ولا غيرهم ولم يكن أبداً سبباً في هداية أحد. ولذا جاء اختيار الكلمة المناسبة للآية بدون مراعاة الفاصلة في باقي آيات السورة لأن المعنى أهم ويُقدّم على الفاصلة.