تكرر ذكر هارون كثيراً في سورة طه (أربع مرات) ، والخطاب موجه إلى موسى وهارون دائماً إذن القصة في سورة طه مبنية على الثنائية، وفي سورة طه أيضاً أدرك موسى الضعف البشري كما أدرك أبو البشر آدم - عليه السلام - (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى {٦٧} ) ولم يذكر الخيفة لهارون أما في سورة الشعراء فقد ورد ذكر هارون مرتين فقط والخطاب في السورة كان موجهاً إلى موسى وحده في كل السورة فهي مبنية على الوحدة في الغالب وقد أورد تعالى في سورة الشعراء عناصر القوة في موسى ولم يذكر عناصر الضعف ولهذا السبب اختلف السياق واقتضى التقديم والتأخير كما جاء في آيات كل من السورتين. وهناك أمر آخر في سورة طه (طه) فيها حرف من حروف هارون وليس فيها حرف من حروف موسى (وكل سورة تبدأ بالطاء تحوي قصة موسى- عليه السلام -) أما سورة الشعراء (طسم) ففيها حرفين من حروف موسى وليس فيها حرف من حروف هارون.