للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجواب: أن المصنف لم يدَّع أن الحمد الصادر منه بلغ ذلك، وإنما أخبر أن الحمد الذي يجب لله هذه صفته، وكأنه أراد أن الله مستحق لتمام الحمد، وهذا بين من سياق كلامه.

ومن هذا قول الشيخ محي الدين في خطبة المنهاج وغيره (أحمده أبلغ حمد وأكمله) ١ فمراده بذلك أنسب إلى ذاته المقدسة أبلغ المحامد. وليس مراده أن حمدي أبلغ حمد، وقد قال الأصحاب: "إن أجل المحامد - أن يقول المرء - الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده".

وهو راجع لما قلناه.

٣- قوله (ص) : (على نبينا) ٢:

اعترض عليه بأن النبي أعم مطلقا من الرسول البشري، والرسول البشري أخص (فلم عدل) ٣ عن الوصف بالرسالة إلى الوصف بالنبوة.

والجواب عنه: أنه اعتمد ذلك لتحصل المناسبة بين المعطوف والمعطوف عليه وهو قوله: والنبيين٤، والتعبير٥ في النبيين بالصيغة الدالة على التعميم أولى.

وأيضا فلو قال: على رسولنا لم يكن لائقا؛ لأن هذه الإضافة تصح على ما إذا كان المرسل هو القائل.


١ المنهاج ص٢ والمجموع للنووي ١: ٥. وروضة الطالبين من١: ٤. وشرح صحيح مسلم.
٢ مقدمة ابن الصلاح ص٣.
٣ ما بين القوسين من هامش (ر) وقد سقط من (?) ، (ب) ، (ي) .
٤ عبارة ابن الصلاح (على نبينا والنبيين) فكان على المؤلف أن يقول (لتحصل المناسبة بين المعطوف وهو (والنبيين) والمعطوف عليه وهو كلمة (نبينا) .
٥ مقدمة ابن الصلاح ص٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>