للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحفظه وكان يلقب أبا تراب فاجتمع له لقبان في كنيته وفي نسبته ذكره الحاكم في "التأريخ" وقال:

كان من الحفاظ سمع بنيسابور١ وبمرو٢ وهراة٣ وجرجان٤ والري٥ / (١٤٣/ب) وبغداد والكوفة والبصرة قال:

"وكان مزاحا، سمعت أبا علي الحافظ غير مرة يقول: حدثنا أحمد بن حمدون إن حلت الرواية عنه".

فقلت له يوما: هذا الذي تذكره في أبي تراب من جهة المجون الذي كان فيه أو لشيء أنكرته منه في الحديث؟ قال: في الحديث، فقلت له: ما الذي أنكرت عليه؟ فذكر أحاديث حدث بها غير معروفة. فقلت له: أبو تراب مظلوم في كل ما ذكرته. ثم لقيت أبا الحسين الحجاجي٦، فحدثته بمجلسي مع أبي علي فقال: القول ما قلته. قال الحاكم: فأما أنا، فقد تأملت أجزاء كثيرة بخطه كتبها لمشايخنا فلم أجد فيه حديثا يكون الحمل فيه عليه، وأحاديثه كلها مستقيمة، سمعت أبا أحمد الحافظ يقول: حضرت مجلس أبي/ (ب ٢٨٧) بكر ابن خزيمة إذ دخل أبو تراب الأعمشي فقال له أبو بكر: "يا أبا حامد! كم روى الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد؟ " فأخذ أبو تراب يذكر الترجمة حتى فرغ منها وأبو بكر يتعجب من مذاكرته٧.

ثم ساق له الحاكم عدة حكايات مما كان يمزح فيها، ثم قال:


١ اسم مدينة بخراسان
٢ اسم مدينة بخراسان
٣ اسم مدينة بخراسان
٤ اسم مدينة بخراسان
٥ اسم مدينة بخراسان
٦ هو الحافظ أبو الحسين: محمد بن يعقوب بن إسماعيل النيسابوري المقرئ العبد الصالح سمع ابن جرير الطبري وابن خزيمة وأقرانهما، وروى عنه ابن مندة والحاكم والبرقاني، من مؤلفاته العلل في نيف وثمانين جزءا مات سنة ٣٦٨. تذكرة الحفاظ ٣/٩٤٤.
٧ انظر ترجمة أحمد بن حمدون وهاتين القصتين في تذكرة الحفاظ ٣/٨٠٥-٨٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>