للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذه العلة أشد من تدليس الوليد الذي حصل الأمن منه بتصريحه بالسماع وبمتابعة من تابعه من أصحاب الأوزاعي.

٥١- ومنها قوله (ع) : "إن رواية ابن عبد البر من طريق محمد بن كثير، عن الأوزاعي بلفظ الافتتاح أرجح من رواية الوليد عنه في طريق إسحاق ابن أبي طلحة التي أحال بها على رواية قتادة، لأنه لم يصرح عند مسلم بسماعه من الأوزاعي"١.

أقول: الوليد بن مسلم أحفظ من محمد بن كثير بكثير، ومع ذلك فقد صرح بسماعه له فيما أخرجه أبو نعيم في مستخرجه٢ من طريق دحيم وهشام بن عمار عنه قال: حدثني الأوزاعي، وكذا أخرجه الدارقطني٣ من طريق هشام ثنا الوليد ثنا الأوزاعي.

وأما تردد الشيخ في لفظ إسحاق هل هو مثل حديث قتادة بلفظه أو بمعناه، فقد بينه البخاري في جزء القراءة خلف الإمام٤ فرواه عن محمد بن مهران شيخ مسلم فيه ولفظة مثل/ (ر١٣٣/أ) رواية قتادة سواء، إلا أنه لم يقل الزيادة التي زادها الوليد. وكذلك بينه أبو عوانة في صحيحه٥ بيانا شافيا/ (ب ٢٩٥) فإنه رواه كما قدمناه من طريق بشر بن بكير٦، عن الأوزاعي قال: كتب إلي قتادة فذكره بتمامه.


١ التقييد والإيضاح ص ١٢١ وقد نقله الحافظ بالمعنى ونقل العراقي هذا الكلام عن الإنصاف لابن عبد البر.
٢ ١/ق١٣٩ مصورة في مكتبة الصديق بمنى.
٣ السنن ١/٣١٦ من الطريق الذي قاله الحافظ لكن بلفظ "كانوا يستفتحون بأم القرآن فيما يجهر فيه".
٤ ص ٤٣.
٥ ٢/١٣٤-١٣٥.
٦ في جميع النسخ "بشر بن بكير" والصواب ما أثبتناه كما في صحيح أبي عوانة والتقريب.

<<  <  ج: ص:  >  >>