للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"صليت خلف أبي هريرة، فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، ثم قرأ بأم القرآن، فذكر الحديث وفي آخره فلما سلم قال: والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله - صلى الله عليه وسلم -" - وهو حديث صحيح لا علة فيه.

ففي هذا رد على من نفاها البتة وتأييد لتأويل الشافعي - رضي الله عنه - لكنه غير صحيح في ثبوت الجهر، لاحتمال أن يكون سماع نعيم لها من أبي هريرة - رضي الله عنه - حال مخافته لقربه منه، فبهذه تتفق الروايات كلها.

تنبيه:

استدل ابن الجوزي على أن البسملة ليست من أول السورة بحديث رواه أحمد١ وأصحاب السنن٢ وابن حبان والحاكم٣ من طريق عباس الجشمي٤، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إن سورة القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي "تبارك الذي بيده الملك".

قال ابن الجوزي: لا يختلف العادون أنها ثلاثون آية من غير بسملة.

هكذا استدل به، ولا دلالة فيه، لأن من عادة العرب حذف الكسور، وقد ورد ذلك في حديث مصرح به في "المسند"٥ - أيضا - هو حديث ابن


١ المسند ٢/٢٩٩،٣٢١.
٢ في ت ٤٦ - كتاب فضائل القرآن ٩- باب ماجاء في فضل سورة الملك حديث ٢٨٩١ وقال: حديث حسن، جه ٣٣- الأدب ٥٢- باب ثواب القرآن حديث ٣٧٨٧.
٣ المستدرك ٢/٤٩٧ وقال الحاكم صحيح ووافقه الذهبي.
٤ عباس الجشمي - بضم الجيم وفتح المعجمة - يقال: اسم أبيه عبد الله مقبول من الثالثة /٤. تقريب ١/٤٠٠ تهذيب التهذيب ٥/١٣٥ هذا في كل النسخ "عياش" - بالياء التحتانية والشين المعجمة - وهو خطأ.
٥ ١/٤١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>