للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعرف الحافظ ابن حجر العسقلاني١ الخبر المتواتر بأنه في اصطلاح المحدثين الخبر الجامع لأمور أربعة:

أحدها: عدد كثير أحالت العادة تواطؤهم على الكذب.

الثاني: روايتهم ذلك عن مثلهم من الابتداء إلى الانتهاء.

الثالث: كون مستند انتهائهم الحس.

الرابع: أن يصحب خبرهم العلم لسامعه٢.

قطعية الخبر المتواتر:

والخبر المتواتر يفيد العلم القطعي واليقين بما تضمنه عند جميع


١ هو أحمد بن علي بن محمد أبو الفضل شهاب الدين ابن حجر العسقلاني، من الأئمة المتبحرين في علم الحديث، وهو مؤرخ، من تصانيفه: فتح الباري في شرح صحيح البخاري، الإصابة في تمييز الصحابة، نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر في اصطلاح أهل الحديث، والدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، توفي سنة ٨٥٢. انظر البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع للشوكاني ١/٨٧-٩٢ والأعلام للزركلي١/١٧٨-١٧٩.
٢ انظر نزهة النظر/٥٦-٥٧.
وعرف الماوردي - رحمه الله - الخبر المتواتر تعريفا غريبا فقال: "هو ما ابتدأ به الواحد بعد الواحد حتى يكثر عددهم ويبلغوا قدرا ينتفي عن مثله التواطؤ والغلط ولا يعترض في خبرهم تشكك ولا ارتياب، فيكون في أوله من أخبار الآحاد وفي آخره من أخبار التواتر"، وذكر في تعريف الخبر المستفيض مثل الذي ذكره العلماء هنا في تعريف الخبر المتواتر. انظر أدب القاضي ١/٣٧١-٣٧٢ وانظره بنصه في الحاوي الكبير (أدب القاضي) ١٦/٨٥-٨٦، وانظر ما ذكره الزركشي عن تقسيم الماوردي هذا في البحر المحيط٤/٢٤٩-٢٥٠.

<<  <   >  >>