وأخرج النسائي أيضا (١/ ٢٦٤) نحوه، وكذا البيهقي (٤/ ٥٩ و ٦٠) إلا أنه لم يسبق أوله بتمامه، وعنده الزيادات كلها إلى الأولى.
وللحديث شاهد في " المجمع "(٣/ ١٠).
الثاني: عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من عزي أخاه المؤمن في مصبته كساه الله حلة خضراء يجبرها بها يوم القيامة، قيل: يا رسول الله ما يجبر؟ قال: يغبط ".
أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد "(٧/ ٣٩٧) وابن عساكر في " تاريخ دمشق "(١٥/ ٩١ / ١).
وله شاهد عن طلحة بن عبيد الله بن كريز مقطوعا.
أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف "(٤/ ١٦٤)، وهو حديث حسن بمجموع الطريقين كما بيته في " إرواء الغليل في تخريج احاديث منار السبيل " رقم (٧٥٦).
واعلم أن الاستدلال بهذين الحديثين - لا سيما الأول منهما - على التعزية أولى من الاستدلال عليها بحديث:" من عزى مصابا فله مثل أجره "، وإن جرى عليه جماهير المصنفين، لانه حديث ضعيف من جميع طرقه كما بينه النووي في " المجموع "(٥/ ٣٠٥) والعسقلاني في " التلخيص "(٥/ ٢٥١) وفي " إرواء الغليل "(رقم ٧٥٧).
١١٢ - ويعزيهم بما يظن أنه يسليهم، ويكف من حزنهم، ويحملهم على الرضا والصبر، مما يثبت عنه صلى الله عليه وسلم، إن كان يعلمه ويستحضره، وإلا فبما تيسر له من الكلام الحسن الذي يحقق الغرض ولا يخالف الشرع، وفي ذلك أحاديث: الأول: عن أسامة بن زيد قال: " أرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض، بناته: أن صبيا لها، أبنا أو ابنة، (وفي رواية: أميمة بنت زينب)(١) قد احتضرت، فاشهدنا، قال فأرسل إليها يقرأها السلام ويقول:
(١) قلت: ثم عاشت أميمة هذه (ويقال: أمامة) حتى تزوجها علي بعد فاطمة رضي الله عنهم.