وهَذَا فيه قَولُهُ:«يا أَيَّوبَ» يُنَادِيهِ: «يَا أَيُّوبَ أَلم أُغنِكَ عن هَذَا»، كَلَامٌ خَاصٌّ مع نَبِيٍّ خَاصٍّ عليه الصلاة والسلام، فَقَالَ:«بَلَى، ولكن لا غِنًى لي عن بَركَتِكَ». لأنَّ إِنزَالَ هَذَا الخَيرِ مِنَ البَركَةِ، وقد أَنْزَلَ عليه رِجْلًا من جَرَادٍ من ذَهَبٍ، فهَذَا مِنْ بَركَةِ اللهِ سبحانه وتعالى؛ ولِهذَا كَانَ يَحثُو، يَحثُو منه أَيُّوبُ عليه الصلاة والسلام؛ لِأنَّه مِنحَةٌ منَ اللهِ ونِعمَةٌ مِنَ اللهِ سَاقَهَا إِلَيهِ ومِن بَركَاتِهِ سبحانه وتعالى، «لا غِنًى لي عن بَركَتِكَ». إذا يَسَّرَ اللهُ لِلعَبدِ مِنْ الكَسبِ الحَلَالِ والرِّزقِ الحَلَالِ لا حَرجَ في أَخذِهِ وجَمعِهِ والإِنفَاقِ منه، والإِحسَانِ منه إلى النَّاسِ.
وَفِيهِ: جَوازُ الاغتِسَالِ عُريَانًا؛ فإن أَيُّوبَ عليه السلام اغْتَسَلَ عُريَانًا، وهَكَذَا مُوسَى عليه السلام اغْتَسَلَ عُريَانًا، وهَكَذَا كَانَ نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم يَتَجَرَّدُ ويَغتَسِلُ