للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الوَاجِبُ أن يَتَدَبَّرَ ويَعتَنِيَ حَتَّى يَتَّقِيَ رَبَّهُ، يَفعَلُ ما لا يَسعُهُ جَهَلُهُ، يَفعَلُ ما يُعِينُهُ على فَهمِ ما أَوجَبَ اللهُ وتَركِ ما حَرَّمَ اللهُ، مِنْ غَيرِ تَحدِيدٍ.

وقد نبَّه سُبحَانَهُ على هَذَا المَعنَى بقَولِهِ: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} [ص: ٢٩] ما قَالَ يَتلُو، لِيتَدَبَّرُوا، والْمُهِمُّ التَّدَبُّرُ، {مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (٢٩)} [ص: ٢٩]، {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} [النساء: ٨٢]، {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: ٩]، {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} [فصلت: ٤٤] إنما هو بِالتَّدَبُّرِ.

يَتَدَبَّرُ يَعْنِي يَتَفَكَّرُ؟

نعم يَتَفَكَّرُ في الْمَعَانِي يَعْنِي.

هل مِنَ المَعَانِي دَائمًا الرُّجُوعُ منه إلى التَّفسِيرِ.

يَرجِعُ إلى التَّفسِيرِ فيما أَشكَلَ عليه، الوَاضِحُ ما يَحتَاجُ {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٤٥)} [الحجر: ٤٥]، {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (١٧)} [الطور: ١٧]، وما أَشبَهَ ذَلكَ {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (٧٤) لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (٧٥)} [الزخرف: ٧٤، ٧٥]، ما هو يَحتَاجُ إلى التَّفسِيرِ إذا سَمِعَهُ حَصلَ لِقَلبِهِ منَ الخُشُوعِ والإِنَابَةِ والخَيرِ الشَّيءُ الكَثِيرُ، وإذا أَشكَلَ عليه بَعضُ الأَحكَامِ يُرَاجِعُ التَّفسِيرَ.

المُتَشَابِهُ؟

ما أَشكَلَ عليه يَرجِعُ إلى التَّفسِيرِ ويَرجِعُ إلى أَهْلِ العِلْمِ يَسأَلُهُم.

<<  <   >  >>