للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بحركته الاختيارية يتحرك إلى أي جهة شاء.

وإذا قال الشارع: (أعتق رقبة مؤمنة) كانت هذه الصفة وهي مؤمنة بالنسبة للرقبة كالقيد المانع للحيوان من الحركة الاختيارية١.

وبناء على ذلك تكون نسبة الإطلاق والتقييد إلى اللفظ بحسب ما له من دلالة على المعنى، أي: أنهما وصفان للفظ باعتبار المعنى.

والظاهر أنه ليس للأصوليين اصطلاح خاص في المطلق والمقيد بعيد عن المعنى اللغوي، بل هما مستعملان بما لهما من معنى في اللغة.

لأن المطلق مأخوذ من الإطلاق، وهو الإرسال والشيوع، ويقابله التقييد٢، قال ابن فارس٣ في كتابه (الصاحبي) تحت عنوان (الخطاب المطلق والمقيد) :

(أما الإطلاق: فأن يذكر الشيء باسمه لا يقرن به وصف، ولا شرط، ولا زمان ولا عدد، ولا شيء مما يشبه ذلك.

والتقييد: أن يذكر بقرين من بعض ما ذكرناه، فيكون ذلك القرين


١ روضة الناظر مع شرحها لبدران ٢/١٩١ ط المطلبعة السلفية بمصر ١٣٤٢هـ.
٢ أصول الفقه للشيخ رضا المظفر ص: ١٧١ ط ٣ طبع بمطابع دار النعمان.
٣ ابن فارس هو: أبو الحسين أحمد بن فارس القزويني أحد أئمة اللغة في القرن الرابع ولد سنة ٣٢٩هـ، وله عدة مصنفات منها (مقاييس اللغة في ٦ أجزاء والصاحبي في فقه اللغة ألفه لخزانة الصاحب بن عباد، توفي في الري سنة ٣٩٥هـ.
انظر: الأعلام ١/١٨٤، ط ٣/ ١٣٩٨، ومقدمة الصاحبي للمؤلف.

<<  <   >  >>