للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الاعتبار١، أما إذا كان الفعل في سياق النفي فإن مصدره يكون عاماً، لأن النكرة المنفية من ألفاظ العموم، وفي شرح الروضة للطوفي٢:

"يقال: فعل مقيد أو مطلق باعتبار اختصاصه ببعض مفاعيله من ظرف أو مكان أو نحوهما من المفاعيل، فقولك: "اضرب" مثلاً مطلق بالنسبة إلى الزمان والمكان والآلة، لا دلالة له على شيء منها بعينه، وقد يقيد ببعض مفاعيله دون يعض فيكون مقيداً بالإضافة، كقولك "صم يوم الاثنين" الصوم مقيد من جهة ظرف الزمان، ومطلق من جهة ظرف المكان، ولو قيل: "صم في مكة يومين" لكان على العكس من ذلك٣.

والذي يجمع بين هذه الآراء أن المطلق له معنيان عام وخاص،


١ أصول السرخسي ١/٢١.
٢ الطوفي هو: سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم بن سعيد الطوفي الصرصري، ثم البغدادي، فقيه أصولي حنبلي، له دراية بفنون العلوم وكنيته أبو الربيع، ولد سنة ٦٧٣هـ بقرية طوفى من أعمال صرصر ثم دخل بغداد وتلقى العلوم عن علمائها، ثم سافر إلى دمشق سنة ٧٠٤هـ ثم إلى مصر سنة ٧٠٥هـ ثم عرج على الحج سنة ٧١٤هـ، ثم نزل الشام وتوفي ببلدة الخليل في رجب سنة ٧١٦هـ له عدة مؤلفات منها: الروضة وشرحها في الأصول، وشرح الأربعين النووية، والأكسير في قواعد التفسير.
انظر: ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب ٢/٣٦٦ - ٣٦٩، دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت، والأعلام ٣/١٨٩، والفتح ٢/١٢٠.
٣ شرح مختصر الروضة للطوفي ٢/٢٥٦، مخطوط بمكتبة الحرم المكي الشريف.

<<  <   >  >>