الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه والتابعين.
أما بعد:
فإن القرآن الكريم؛ بثروته اللفظية الزاخرة، ما يزال ـ وسيظلّ ـ محطّ عناية الدراسين والباحثين؛ لتوقّف فهم دلالاته وأحكامه على فهم المراد منها.
وقد حظيت الألفاظ القرآنية ـ والغريبة منها بوجه خاص ـ باهتمام العلماء منذ الصدر الأول من الإسلام، وأُفردت لها مصنفات عديدة تندّ عن الحصر، وصل إلينا ـ بحمد الله ـ قسم كبير منها، تلقفته أيدي الباحثين بالدرس والتحقيق، وإن كان بعضٌ منها لم يزل حبيس القماطر ينتظر من يزيل عنه غبار النسيان.
وفي الأزمان المتأخرة دعت الحاجة إلى فهرسة سائر ألفاظ الكتاب العزيز والدلالة على مواضعها في المصحف الشريف، وعرف الباحثون ما دُعي بـ " المعاجم المفهرِسة لألفاظ القرآن الكريم ".
وقد أتاحت لي هذه الندوة العلمية المباركة تتبّع هذا اللون من التأليف عبر مراحله الزمنية المختلفة، والتعريف بأبرز مؤلفاته والمناهج التي سارت عليها والوصول إلى مشروع مقترح لتأليف معجم مفهرس يلبي حاجة الشُّداة.
وكان ذلك من خلال توطئة وثلاثة مباحث وخاتمة، وفق ما يلي: