للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الأول: بواكير المعجمات القرآنية ومناهج المصنفين]

[بواكير المعجمات القرآنية ومناهج المصنفين]

...

[المبحث الأول: بواكير المعجمات القرآنية ومناهج المصنفين]

تعدّ المصنفات في شرح (غريب القران) ـ على اختلاف مناهجها وطرق ترتيبها – باكورة المعاجم القرآنية، بل بداية الحركة المعجمية والعلمية بوجه عام، يقول د. حسين نصار: "وكانت هذه الحركة التي ترمي إلى توضيح آيات القران، هي الحركة العلمية الأولى عند المسلمين فما اتصل بالقرآن من علوم كان أولها ظهوراً، وما ابتعد عنه كان من آخرها، وليس ـ فيما أحسب ـ من شيء أكثر صلة به من محاولة فهمه بإدراك غريبة ومشكله، فتفسير غريب القرآن ومشكله أُولى الحركات العلمية التي رآها العرب " (١)

وقد تناول العلماء مفهوم الغريب في الكلام بعامة وفي القرآن بوجه خاص، فيقول الخطابي (٣٨٨ هـ) : " الغريب من الكلام إنما هو الغامض البعيد من الفهم كالغريب من الناس إنما هو البعيد من الوطن المنقطع عن الأهل " (٢) ، ويقول أبو حيان (٧٤٥ هـ) :" لغات القران العزيز على قسمين: قسم يكاد يشترك في فهم معناه عامّة المستعربة وخاصتهم، كمدلول السماء والأرض، وفوق وتحت، وقسم يختص بمعرفته من له اطلاع وتبحّر في اللغة العربية، وهو الذي صنف أكثر الناس فيه وسموه: غريب القرآن " (٣) .


(١) المعجم العربي نشأته وتطوره: ١/٢٦.
(٢) غريب الحديث ١/ ٧٠، وينظر: العين ٤/٤١١، واللسان: (غ ر ب) .
(٣) تحفة الأريب بما في القران من الغريب: ٤٠.

<<  <   >  >>