للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

سلك هذا المنهج بعض المؤلفين في غريب القرآن والحديث أيضا، فكان أول مؤلف وصل إلينا خيره كتاب (الغريبين) لأبي عبيد الهروي

(٤٠١ هـ) ونَصّ على ذلك في مقدمته فقال: " وكتابي هذا لمن حمل القرآن وعرف الحديث ونظر في اللغة، ثم احتاج إلى معرفة غرائبها، وهو موضوع على نسق الحروف المعجّمة، نبدأ بالهمزة فنفيض بها على سائر الحروف، حرفا حرفا، ونعمل لكل حرفٍ بابا، ونفتتح كل باب بالحرف الذي يكون (آخره) (١) الهمزة ثم الباء ثم التاء إلى آخر الحروف، إلا أن لا تجده فتتعداه إلى ما نجده على الترتيب فيه، ثم نأخذ في كتاب الباء على هذا العمل إلى أن ننتهي بالحروف كلها إلى أخرها، ليصيرَ المفتش عن الحرف إلى إصابته من الكتاب بأهون سعي وأحثِّ طلب ". (٢)

وقد نوه بسبق الهروي إلى هذا المنهج غير واحد من العلماء (٣) ، ومن هؤلاء ابن الأثير (٦٠٦ هـ) إذ يقول: " فلما كان زمن أبي عبيد أحمد بن محمد الهروي، صاحب الإمام أبي منصور الأزهري اللغوي، وكان في زمن الخطابي وبعده وفي طبقته، صنف كتابه المشهور السائر في الجمع بين غريبي القران العزيز والحديث، ورتبه مقفى على حروف المعجم على وضع لم يسبق في غريب القرآن والحديث إليه، فاستخرج الكلمات اللغوية الغريبة من أماكنها وأثبتها في حروفها وذكر معانيها؛ إذ كان الغرض والمقصد من هذا التصنيف معرفة الكلمة الغريبة لغة وإعرابا ومعنى، لا معرفة متون الحديث


(١) كذا في المطبوع، صوابه " أوله "، ولم يعلّق عليها في كلتا الطبعتين.
(٢) الغريبين: ١/ ٣٥.
(٣) تنظر: مقدمة التحقيق (للطناجي) : ١/٢٥.

<<  <   >  >>