ويمكن أن يفهم من قول ابن خلدون - الآنف - أن العرب بمجموعهم يعرفون معاني ألفاظ القران وتراكيبه، ولكن ذلك لا يتحقق لكل فرد منهم، على حدّ قول الإمام الشافعي (٢٠٤ هـ) :" ولسان العرب أوسع الألسنة مذهبا، وأكثرها ألفاظا، ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي، ولكنه لا يذهب منه شئ على عامتها، حتى لا يكون موجوداً فيها من يعرفه، والعلم به عند العرب كالعلم بالسنة عند أهل الفقه، لا نعلم رجلا جمع السنن فلم يذهب منها عليه شيء، فإذا جمع علم عامة أهل العلم بها أتى على السنن، وإذا فرق علم كل واحد منهم ذهب عليه الشيء منها، ثم كان ما ذهب عليه منها موجودا عند غيره "(١) .