إلى العدوة، وكان يحاول صنعة النحاس؛ فتعرف بابن تومرت، فكان من أصحابه، فهو معدود فيهم. وولد له أولاد نالوا في الدولة حظوة وجاهًا متسعًا؛ فمن أولاده: أبو العلاء إدريس وزير أبي يعقوب يوسف بن عبد المؤمن، وقد تقدم ذكره. وأبو هذا الوزير المتقدم الذكر، اسمه عبد الله، كان يتولى في إمارة أبي يعقوب مدينة سبتة وجهاتها، وزيادة على ذلك ولاية الأسطول في جميع بلادهم. فلم يزل كذلك إلى أن مات -أظن أمير المؤمنين أبا يعقوب قتله! - وترك من الولد: يوسف، والحسين، وعثمان الوزير هذا المذكور، ويحيى, وبنات.
... فاستمرت وزارة أبي سعيد هذا إلى أن توفي أمير المؤمنين أبو عبد الله؛ ووزر بعده لابنه أبي يعقوب إلى حين ارتحلتُ من البلاد -وهو سنة ٦١٤-. ثم اتصل بي في شهور سنة ٦١٧ أن أبا يعقوب عزله وولى من سيأتي ذكره بعد هذا -إن شاء الله عز وجل-.
حجابه
ريحان الخصي، ويدعى ريحان بِيَنْك، حجبه ريحان هذا إلى أن مات.
ثم حجبه بعده مبشر الخصي، يدعى مبشر ولدي. فلم يزل مبشر هذا حاجبًا له إلى أن توفي أمير المؤمنين أبو عبد الله، رحمه الله.
كتابه
أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن عياش, المتقدم الذكر في كتاب أبيه.
وأبو الحسن علي بن عياش بن عبد الملك بن عياش, المتقدم ذكر أبيه في كتاب عبد المؤمن وأبي يعقوب.
وأبو عبد الله محمد بن يَخْلُفْتَن بن أحمد الفازازي؛ ذكره الله فيمن عنده، وقرب مطالعتي تلك الغرة الميمونة، وسماعي تلك الألفاظ الحلوة، واستمتاعي بتلك الشمائل الشريفة؛ فما أشد شوقي إلى تقبيل يديه!.
هؤلاء كتبة الإنشاء. وكتاب الجيش: أبو الحجاج يوسف المُرَاني "بتخفيف الراء وضم الميم" من أهل مدينة شريش من جزيرة الأندلس.
ثم بعده أبو جعفر أحمد بن منيع إلى وقتنا هذا، وهو سنة ٦٢١.