للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فصل أنهار الأندلس الكبار المشهورة

وقد رأيت أن أذكر ههنا جملة أنهار الأندلس الكبار المشهورة بها:

فأول ذلك مما يلي المشرق: نهر طرطوشة، وهو نهر عظيم ينصب من جبال هناك إلى مدينة طرطوشة، ثم يصب في البحر الرومي؛ وبين طرطوشة وبين البحر الرومي اثنا عشر ميلًا.

ثم نهر مرسية، وهو يصب أيضًا في البحر الرومي، منبعه من جبل شقورة؛ وهو قسيم نهر إشبيلية؛ منبعهما واحد ثم يفترقان؛ فينصب هذا إلى إشبيلية, وهذا إلى مرسية.

ثم نهر إشبيلية الأعظم -وقد تقدم ذكر منبعه- ثم تنصب فيه قبل وصوله إلى إشبيلية أنهار كثيرة، فيعظم حتى يصير بحرًا كما ذكرنا، ثم يصب في البحر الأعظم المسمى أقيانس.

ثم نهر عظيم ببلاد الروم يسمى تاجو، وهو الذي عليه مدينة طليطلة وشنترين؛ وبين هاتين المدينتين قريب من عشر مراحل؛ وعلى هذا النهر أيضًا مدينة الأشبونة، وبينها وبين شنترين ثلاث مراحل؛ ثم ينصب هذا النهر إلى البحر الأعظم.

فهذه جملة أنهار الأندلس المشهورة بها.

وقد نجز بحمد الله جميع هذا الإملاء حسبما رسمه مولانا، وجريت في ذلك كله على عادتى في التلخيص، وتركت أسماء القرى والضياع والأنهار الصغار، وغير ذلك مما لا تدعو إليه الحاجة ولا يخل بالتصنيف تركه؛ فإن وافق غرض مولانا ولاق بنفسه وأتى وَفْقَ مراده، فهي البغية الكبرى والأمنية العظمى التي لم أزل أكدح لها وأسعى فيها وأسابق إليها؛ وإن يَكُ غير ذلك فما أنا بأول من اجتهد فحُرِم الإصابة ولم يقع على المراد، ولا وفى المقصود!.

<<  <   >  >>