وكان مولده في سنة ٣٦٤، وكان أسن من أخيه المرتضي بأربعة أعوام، وسنه يوم بويع له أربع وخمسون سنة، أمه أم ولد اسمها: عاتب.
فبقي ينتقل في الثغور ثلاثة أعوام لا يستقر بموضع، ودارت هنالك فتن عظيمة بين الرؤساء المتغلبين واضطراب شديد، إلى أن اتفق أمرهم واجتمع رأيهم على أن يسير إلى قرطبة قصبة الملك. فسار إليها ودخلها في الثامن من ذي الحجة سنة ٤٢٠، فلم يقم بها إلا يسيرًا حتى قامت عليه طائفة من الجند، فخلع، وجرت أمور يطول شرحها، من جملتها إخراج المعتد بالله هذا من قصره هو وحشمه، والنساء حاسرات عن أوجههن، حافية أقدامهن، إلى أن أُدخلوا الجامع الأعظم على هيئة السبايا، فأقاموا هنالك أيامًا يُتعطف عليهم بالطعام والشراب، إلى أن أُخرجوا عن قرطبة.
ولحق هشام ومن معه بالثغور بعد اعتقالٍ بقرطبة، فلم يزل يجول في الثغور إلى أن لحق بابن هود المتغلب على مدينة لَارِدة وسَرَقُسْطة وأَفْرَاغة وطَرْطوشة وما والى تلك الجهات، فأقام عنده هشام إلى أن مات في سنة ٤٢٧ ولا عقب له؛ فهشام هذا آخر ملوك بني أمية بالأندلس.
نسبه: هو هشام بن محمد بن عبد الملك بن عبد الرحمن الناصر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل ابن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم.
وبخلعه انقطعت الدعوة لبني أمية وذكرهم على المنابر بجميع أقطار الأندلس والعدوة إلى الآن.
فهذا آخر ما انتهى إلينا من أخبار بني أمية بالأندلس على شرط التلخيص.