للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كأننا لم نبِتْ والوصل ثالثنا ... والسعد قد غض من أجفان واشينَا١

سِرَّانِ في خاطر الظلماء يكتمنا ... حتى يكاد لسان الصبح يُفشينَا٢

لا غَرْوَ في أن ذكرنا الحزن حين نهت ... عنه النُّهَى، وتركنا الصبر ناسينَا٣

أنَّا قرأنا الأسى يوم النوى سُورًا ... مكتوبة وأخذنا الصبر تلقينَا٤

إن كان قد عز في الدنيا اللقاءُ ففي ... مواقف الحشر نلقاكم، ويكفينَا٥

أما هواك فلم نعدل بمَنْهله ... شَرْبًا وإن كان يروينا فيُظمينَا٦

لم يخفَ أُفْقُ جمال أنت كوكبُهُ ... سالين عنه، ولم نهجره قالينَا٧

ولا اختيارًا تجنَّبناك عن كَثَبٍ ... لكن عدتنا على كره عوادينَا٨

نأسى عليك إذا حثت مُشَعْشَعة ... فيها الشَّمول وغنانا مغنينَا٩

لا أكؤس الراح تبدي من شمائلنا ... سيما ارتياحٍ ولا الأوتار تلهينَا١٠

دومي على العهد -ما دمنا- محافظةً ... فالحر من دان إنصافًا كما دينَا١١

فما ابتغينا خليلًا منك يحبسنا ... ولا استفدنا حبيبًا عنك يغنينَا١٢

ولو صبا نحونا من عُلْوِ مطلعه ... بدر الدُّجَى لم يكن حاشاك يصبينَا١٣

أولي وفاءً وإن لم تبذلي صلة ... فالذكر يقنعنا والطيف يكفينَا


= ثمرها طعام أهل النار. قال تعالى: {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ، طَعَامُ الْأَثِيمِ} [الدخان: ٤٣] .
الغسلين: ما يسيل من جلود أهل النار كالقيح وغيره. قال تعالى: {وَلا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ} [الحاقة: ٣٦] .
١- غض البصر: كفه وخفضه. الواشي: الذي ينقل أخبار المحبين، ويسعى إلى إفساد علاقاتهم.
٢- أفشى الخبر أو السر: نشره وأذاعه.
٣- النهى: العقل.
٤- الأسى: الحزن. النوى: البعد. تلقينا: يقال: لقنه الكلام: ألقاه إليه ليعيده.
٥- عز الشيء: قل فلا يكاد يوجد، وعز عليه الأمر: اشتد. الحشر: أي: يوم القيامة.
٦- المنهل: المورِد، المشرَب.
٧- القالي: المبغض.
٨- عدا عليه عدوًا وعدوانًا: ظلمه وتجاوز الحد. العوادي: جمع العادية, مؤنث العادي: العدو. وعوادي الدهر: نوائبه.
٩- مشعشعة: أي: خمر مشعشعة: ممزوجة بالماء. الشمول: من أسماء الخمر.
١٠- الشمائل: الطباع. السيما: العلامة. قال تعالى: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ} [الفتح:٢٩] .
١١- دان فلان: اعتقد أو أطاع وخضع، أو جازى، أو أحسن.
١٢- الخليل: الصاحب, أو الرفيق، أو الحبيب.
١٣- صبا: مال، أو حن وتشوق.

<<  <   >  >>