الناهين، فأخطؤوا، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب عليهم، وإن كان التقدير غالبا؛ لأنهم وإن كانوا قد علموا بعذابهم، فلم يسقط عنهم فرض الأمر بالمعروف، وإن كان ما قالوا:{لِمَ تَعِظُونَ} ؛ رضًى بالمنكر، لكن لأنهم اعتقدوا أنهم هالكون.
* ومن ذلك قوله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا} .
وذلك أن المسلمين كانوا يقولون: يا رسول الله! راعنا وأرعنا سمعك.
وهي بالعبرانية كلمة سب من الرعونة، فكانت اليهود تقولها للنبي صلى الله عليه وسلم يقصدون سبه، فمنع الله المسلمين أن يقولوها - وإن كانت جائزة -؛ لئلا يتذرع اليهود بذلك إلى ما لا يجوز.
وهذا في الحقيقة منع جائز في الظاهر؛ لما كان يتطرق به إلى باطن ممنوع.
* ومن ذلك قوله تعالى:{وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} .
فمنع الله سائر المسلمين من سب آلهة الكفار، وهو مباح؛ لئلا يصير