للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويرد على هذا الرأى كذلك ما استنكره ابن قتيبة، وما ذكرناه آنفا مما يساند اعتراضه.

كما يرد عليه أن فى مضر شواذ لا يجوز أن يقرأ القرآن عليها، مثل كشكشة قيس «١»، وعنعنة تميم «٢».

ويجاب عن ذلك:

بأن معنى قوله تعالى: إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ «٣» إلا بلغة قومه، وقومه هم العرب، فالآية تشمل لغات العرب كلها.

وعن أيوب السختيانى «٤» أنه قال: معنى قوله تعالى: إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ: أراد العرب كلهم.

قال أبو شامة: فعلى هذا القول لا يستقيم اعتراض ابن قتيبة على ذلك التأويل.

والمراد بقول عمر وقول عثمان رضى الله عنهما: أن القرآن نزل بلغة قريش، أو بلسان مضر، أن ذلك كان أول نزوله، ثم كان التيسير بعد ذلك على العرب


(١) الكشكشة: لهجة، يجعلون الشين مكان الكاف فى خطاب المؤنث، فيقولون فى «عليك» و «منك»: «عليش» و «منش» أو يزيدون بعد الكاف المكسورة شينا، يقولون فى «عليك»:
«عليكش» فكشكشة قيس، يجعلون كاف المؤنث شينا، فيقولون فى: جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (مريم: ٢٤): «ربش تحتش» وعنعنة تميم، يقولون فى «أن» «عن» فيقرءون: «فعسى الله «عن» يأتى بالفتح» (المائدة: ٥٢)، وبعضهم يبدل السين تاء، فيقول فى «الناس»:
«النات» وهذه لغات يرغب بالقرآن عنها.
(٢) عنعنة تميم: إبدالهم العين من الهمزة ويقولون: «عن» موضع «أن».
(٣) إبراهيم: ٤.
(٤) أيوب بن أبى تميمة كيسان السختيانى، أبو بكر البصرى، من صغار التابعين، توفى سنة ١٣١ هـ (تهذيب التهذيب ١/ ٣٩٧).

<<  <   >  >>